الأساليب البعثية في إسكات الأهازيج الشعبية/ سليمان جبران

الجانب المضحك في هذه الجريمة المروّعة، هو ادّعاء النظام البعثي أنّ قاشوش مُخبر قتله مجهولون، لكي يُعتبر شهيدًا، فيزيد من نقمة الجماهير وسخطها على النظام. إلى هذا الحدّ وصل استخفاف النظام بعقول الناس!

الأساليب البعثية في إسكات الأهازيج الشعبية/ سليمان جبران

إبراهيم القاشوش. على مياه نهر العاصي، طافية جثّة شابّ ، مخرّمة كلّها بالرصاص، مذبوحة بالسكين من الوريد إلى الوريد، كما الأغنام، وقد استؤصلت منها الحنجرة


|سليمان جبران|

في صباح الخميس، 7/7/2011، أفاقت مدينة حماة على مشهد بشع، لن تنساه ولن تغفره: على مياه نهر العاصي، طافية جثّة شابّ ، مخرّمة كلّها بالرصاص، مذبوحة بالسكين من الوريد إلى الوريد، كما الأغنام، وقد استؤصلت منها الحنجرة.

لم يكن صعبا التعرّف على صاحب الجثّة. فجماهير حماة كلّها تعرف إبراهيم قاشوش، الشاعر الشعبي الذي رفع صوته بالأهازيج الشعبيّة، في ساحة العاصي، مندّدا بنظام البعث القمعي، ساخرًا منه سخرية موجعة. كان يُحمل الشابّ على الأكتاف، وفي يده ميجافون، يلقي على المتظاهرين أهازيجه التي ابتكرها، والجماهير تردّد بعده ما تسمع. كانت الحشود تسمع صوته، ولا ترى رأسه الذي كان مغطّى عادة، خشية تعرّف رجال الأمن عليه. إلا أنّ الشبيحة عرفوه، وقبضوا عليه، وأعدموه بهذه الطريقة البربريّة.

الجانب المضحك في هذه الجريمة المروّعة، هو ادّعاء النظام البعثي أنّ قاشوش  مُخبر قتله مجهولون، لكي يُعتبر شهيدًا، فيزيد من نقمة الجماهير وسخطها على النظام. إلى هذا الحدّ وصل استخفاف النظام بعقول الناس!

كلّ ثورة عربية ولها رمزها، أو أيقونتها: في تونس كان بو عزيزي الشرارة التي أشعلت ثورة الياسمين، حين أحرق نفسه، احتجاجًا على ظلم السلطات، أمام محافظة بوزيد. وفي مصر قتل رجال الأمن خالد سعيد، بعد اعتقاله، زاعمين أنه توفي بعد ابتلاعه لفافة بانجو، فنشأت مجموعة “كلنا خالد سعيد” في الإنترنت، وكانت من العوامل الهامّة للثورة. وفي سورية يعود المشهد ذاته: يقتلون الشاعر الشعبي إبراهيم قاشوش، زاعمين أنه قُتل بأيدي مجهولين، فينشئ “شباب الفيسبوك” في سورية مجموعة “كلّنا إبراهيم قاشوش”، لتكون عاملا آخر في إسقاط هذا النظام الدكتاتوري الفاسد.

لن يُسكتوا صوت إبراهيم قاشوش، حتى بعد قتله بهده الطريقة الهمجية. أهازيجه وصلت كلّ مكان، في سورية وخارج سورية، ودمه الطاهر ينضاف إلى دماء ألوف الشهداء قبله، وبعده، لتجرف في نهاية المطاف هذا النظام الغارق في الجّريمة والدم  حتى أذنيه.

خير تحيّة لهذا الشاعر الشعبيّ الشّجاع، وقد ضحّى بروحه في سبيل حماة وسورية، أن ننشر أهزوجته الشهيرة في النظام القمعي وأتباعه:


يلا إرحلْ يا بشّار!

يا بشار مانّك منّا   /   خود ماهر وارحل عنّا

وشرعيّتك سقطتْ عنّا   /   يلا إرحلْ يا بشار!


يا بشار ويا كزّاب   /   تضربْ إنتَ وهالخطاب

الحريّة صارت عالباب   /   يلا إرحل يا بشار


ويا ماهر ويا جبان   /    يا عميل الأمريكان

الشعب السوري ما بينهان  /   يلا إرحل يا بشار


ويا بشار طزّ فيك   /    وطزّ يللّي بيحييك

والله ما بنطّلع فيك    /    يلا إرحل يا بشار


ويا  بشار حاجي تدور   /    دمّك في حماة مهدور

وخطأك مانو مغفور   /    يلا إرحل يا بشار


لسّة كلّ فترة حرامي    /     شاليش وماهر ورامي

سرقوا اخواتي واعمامي  /    يلا إرحلْ يا بشار


يا بشار ويا مندسّ  /   تضربْ إنت وحزب البعس

وروح صلّح حرف الإس  /   يلا إرحل يا بشار!


المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

13 تعقيبات

  1. يتباكى الاستاذ جبران على القاشوش الذي القي مذبوحا في نهر العاصي ولايعرف ولم يسمع عن الفي رجل امني سوري قتلوا ومثل بجثثهم والقي بها مقطوعة الرؤوس مبتورة الاطراف في نفس النهر ولم نسمع منه ولو خبرا خجولا واحدا عما يجري في الضفة الاخرى المقابلة للنهر ! هل دم القاشوش اغلى عند الاستاذ جبران من دماء شهداء الجيش والامن؟؟ واذا كان الامر كذلك فلماذاّ؟؟!! ولماذا يتبنى استاذنا رواية القاشوش ولا يتبنى الروايات الاخرى عن العصابات الفاعلة في سوريا ؟؟؟

    عندما استبسلت المقاومة اللبنانية الشريفة في الدفاع عن ارضها وحريتها وكرامتها وحقها في العيش ضد الطاغي الاكبر وقف استاذنا ضد المقاومة ومع العدوان وقف ضد حق الشعوب في استرداد ارضها وحريتها ودافع عن المعتدي وطالب باطلاق رصاصتين بين عيني قائد المقاومة (حماه الله) فما الذي تغير الان حتى اصبح استاذنا مع الشعوب المستضعفة حاملا راياتها ناشرا معاناتها ضد ارادة الشعب السوري الحقيقية في مؤازرة الاسد ودعمه في مسيرة الاصلاح .

  2. راجعت يديعوت احرونوت وليس لي ان اقول بعد المراجعة سوى ان المجانين ولاد عالم!!

  3. الظاهر هناك تجنيد من قبل المتضررين لما ذكر بالنسبه لمنع الكاتب من النشر في جريدة الاتحاد وموقع الجبهه(بوضع الكثير من اشارات عدم الاعجاب على تعليقات اخرى ايضا ممن كتبوا ضد المقال) وأنا الان اكثر اصرارا وتأكيدا للخبر ومن لم يعجبه الامر مدعو للتحقق منه بنفسه.

    راجعوا الصحيفه والموقع هل نشر هذا المقال ؟ ولماذا لم ينشر ؟؟؟والمي بتكذب الغطاس

  4. للعلم فقط !لقد مُنع من الكاتب النشر في جريدة الاتحاد وموقع الجبهه لما أثارته كتاباته من سخط …

    والشاطر يفهم

  5. الى اماني
    اهل مكة ادرى بشعابها لا تزايدي علي لان الخبر منشور في يديعوت أحرونوت وموثق ولم اعرف عنه من مصادر سوريه ويبدو من تعقيبك انك سوريه وانا مع الاصلاحات الجاريه في سوريا ولست مع التخريب الذي تروجون له .
    حافظوا على أسدكم حماه الله!
    وعاش الشعب السوري الابي الذي اختار مساندة أسده والنهوض “بسوريا الاسد”.

  6. لقد سبق وتخضب نهر العاصي(الاورينتس) بدماء رجال الامن الذين قتلتهم العصابات التكفيريه ومثلت بجثثهم وقطعت رؤوسهم وبترت اطرافهم … هذا ما أكده ايهود يعاري فلماذا صمت القبور والكيل بمكيالين فأين المهنيه في التحليل المحايد.

    اعلموا مهما صلتم وجلتم وقلتم وعدتم

    الاسد باق باق باق وخلصت خلصت خلصت

  7. عمر بنيون؟! هل تصدقون كل خرافة يرويها لكم النظام كأنها منزلة من السماء. هل تعرفين بنيون؟ أمير بن عيون المغني الاسرائيلي؟ هل تعتقدين أنه يستطيع أن يكتب هذا الكلام بالعربية. غلطانة حضرتك يا عربية. غلطانة جدا.
    كأن الشعب السوري ينقصه شعراء مبدعين أو ينقصه دوافع للغضب والكتابة حتى ينتظر مساعدة الصهاينة.

  8. حسنا …حُذف جزء من التعليق لكني أسجل اعتراضا لاترك اثباتا أني كتبت أكثر مما نشر فالجزء الذي حذف أكثر “جرأة” مما نشر لكن للموقع أحكام :(

  9. الى سليمان جبران

    1-لماذا لم ينطق قلمك (وقلم قديتا بالمناسبه )الاخرس عندما قتل نضال جنّود ومئات الشباب السوري جنودا ورجال شرطه على أيدي العصابات الفاعله في سوريا ؟؟؟

    2-”الجانب المضحك في هذه الروايه ، هو ادّعاءكم أنّ قاشوش قتله النظام ، لكي يُعتبر شهيدًا، فيزيد من نقمة الجماهير وسخطها على النظام. إلى هذا الحدّ وصل استخفافكم بعقول الناس!”

    3-”أهازيجه وصلت كلّ مكان،”

    أهازيجه …تلك التي كتبها عمير بينيون المغني الاسرائيلي لدعم “الثوره “السوريه والي سلمها أيوب الخرا الى المعارضه السوريه التي التقاها في تركيا؟؟؟؟!!!

    3- هذا الاستنساخ الصارخ الفاشل للثو ره المصريه وشتان بينهما.

    4- خير تحيه لجميع شهداء الثوره المفتعله في سوريا فكل
    دماء الشهداء مقدسه وليس ابراهيم قاشوش وحده .

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>