شو مع اللجنة؟/ ربيع عيد

علينا كنشطاء في الحركة الطلابية أن نخلق مرحلة جديدة تنطلق من القاعدة وليس الهرم، كما انطلقت أولى بذور الحركة الطلابية في بلادنا، من غرف الاجتماعات في الجامعة نفسها وليس من غرف الاجتماعات في لجنة المتابعة أو مكاتب الأحزاب

شو مع اللجنة؟/ ربيع عيد

طلاب في انتخابات لجنة الطلاب العرب

|ربيع عيد|

ربيع عيد

“شو مع اللجنة”- سؤال واجهنا كثيرًا كناشطين في الحركة الطلابية في جامعة حيفا من مختلف الأحزاب منذ بداية السنة؛ فسؤال “شو مع اللجنة؟” مشروع وحارق ومؤلم في نفس الوقت، علينا أن نتعامل معه كسؤال وجودي للحركة الطلابية وليس كسؤال عابر نجيب عليه بدبلوماسية سريعة.

السؤال مؤلم في هذه المرحلة كوننا وبعد مرور سبعة أشهر لم نستطع تشكيل لجنة الطلاب العرب في الجامعة، وهو مؤلم أيضًا بعد كل الجهود التي بُذلت العام الماضي لبناء هذا الجسم القومي للطلاب العرب، وهو الجسم التمثيلي الوحيد لدينا في الداخل الفلسطيني المنتخب بشكل مباشر.

لكن في نفس الوقت، يجب عدم جلد الذات والقول كما يقول البعض “قلنا لكم إنه لا توجد حاجة لانتخابات هذه السنة لأنه سوف يبقى الوضع على ما هو.. دون ائتلافات”، لكن طبعًا، من يقول هذا الكلام لا يجلد ذاته بل يوجه اللوم لغيره قبل نفسه كونه لا يحمل مشروعا حقيقيًا لتنظيم الأقلية العربية في الداخل، وكان في الكثير من المراحل عائقا للعمل الوحدوي حتى في ظلّ غياب اللجنة.

 سؤال “شو مع اللجنة” لا يهدف للوصل إلى جواب حول تركيبة الائتلاف وتشكيل اللجنة، أو إلى موعد الانتخابات الجديدة علها تفرز نتائج جديدة وتوازنات جديدة، بل هو سؤال حول شرعية الأسلوب التقليدي المتبع في تعاملنا مع لجنة الطلاب العرب والاتحاد القطري للطلاب الجامعيين العرب منذ السبعينات ومنذ وضع دستور لم يتغير.

هل يجب أن “يحكمنا” نظام داخلي وسلوكيات تعامل وضعتها الحركة الطلابية في فترة تختلف كليا عن الفترة المعاشة الآن سياسيًا واجتماعيًا؟ هل يجب أن تبقى اللجنة خاضعة لحالة التوازن بين الأحزاب السياسية القطرية، ومتعلقة بها في الكثير من الأحيان؟ هل نخوض حقا حوارًا حقيقيًا بين الكتل الطلابية حول رؤيتنا للعمل المشترك ومستقبل الحركة الطلابية وسبل تصدّينا للعنصرية داخل الجامعة؟ هل نملك رؤية جديدة وبديلة عن الوضع القائم خصوصا في هذه المرحلة التي صنع فيها الشباب والطلاب ثورات أسقطت وستسقط أنظمة؟

من الآن وصاعدًا علينا التفكير بسؤال “شو مع اللجنة” بشكل مختلف بهدف التأسيس لمرحلة سياسية جديدة على صعيد الحركة الطلابية.

في السنوات الأربع السابقة، تخرج جيل كامل من الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية ولم يعهدوا شيئًا اسمه “لجنة الطلاب العرب”، وهناك قسم لا يعرف أصلا بوجود هكذا جسم (حتى ولو بشكل متخيّل). آن الأوان لإدراك مفصلية المرحلة التي تمرّ بها الحركة الطلابية وخطر النفور غير المسبوق عند بعض الشرائح الطلابية من العمل الطلابي والسياسي، في ظلّ عدم وجود بديل للحالة المترهلة، وعلينا كنشطاء في الحركة الطلابية من مختلف الأحزاب أن نخلق حالة ومرحلة جديدة تنطلق من القاعدة وليس الهرم، كما انطلقت أولى بذور الحركة الطلابية في بلادنا، من غرف الاجتماعات في الجامعة نفسها وليس من غرف الاجتماعات في لجنة المتابعة أو مكاتب الأحزاب، لأنه في النهاية نحن من سوف يتلعثم عندما يسألنا عميد الطلبة الذي نتهمه بالعنصرية “شو مع اللجنة؟”.

(الكاتب طالب في جامعة حيفا، عضو الاتحاد القطري للطلاب الجامعيين العرب (غير المتشكل))

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>