قادة المجتمع الأهلي الفلسطيني يحثون “الأمم” واليونسكو لشجب “متحف التسامح”

مركز الحقوق الدستورية والحملة مستمرون بإعلام المسؤولين في الأمم المتحدة ■ “توسلات الشعب الذي يحاول حماية ما تبقى من تراث أسلافهم المدفونين في مقبرة مأمن الله تتم تجاهلها من المجتمع الدولي، بما في ذلك مسؤولو الأمم المتحدة المكلفون بحماية حقوق الإنسان”

قادة المجتمع الأهلي الفلسطيني يحثون “الأمم” واليونسكو لشجب “متحف التسامح”

|خدمة إخبارية|

تقدم أمس الأول الجمعة، خمسة وأربعون شخصية فلسطينية بارزة من القدس وإسرائيل، يضمون شخصيات دينية مسيحية ومسلمة، سياسيين وأصحاب أعمال ونشيطي مجتمع مدني، بتوجيه رسالة عاجلة إلى المفوض العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، السيدة نافينثيمين بيلاي، والمدير العام لليونسكو، السيدة إيرينا بوكوفا، لحثهما على اتخاذ إجراءات لوقف التدمير المستمرّ لمقبرة “مأمن الله” في القدس.

وقد قامت الحملة الأهلية للحفاظ على مقبرة مأمن الله في القدس بإيصال نداء القادة الاهليين الفلسطينيين إلى مسؤولي الأمم المتحدة واليونسكو في هذا اليوم. وتضم الحملة الأهلية مجموعة من ستين شخصاً من أحفاد المُوارين الثرى في المقبرة والذين تقدموا أصلاً بالتماس للمسؤولين ذاتهم في شباط 2010 بالتعاون مع مركز الحقوق الدستورية. ويشكل الموقعون طيفًا واسعًا من السياسيين، ضمّ أعضاء عربًا في الكنيست الإسرائيلي من مختلف الأحزاب السياسية ووزراء القدس لدى السلطة الفلسطينية ومسؤولين كبارًا فيها ولدى منظمة التحرير الفلسطينية. كما انضم زعماء الدين البارزين إلى التظلم، من بينهم مطران اليونان الأرثوذكس عطا الله حنا والشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا، بالإضافة الى فئات من مجموعات مقدسية مجتمعية (قائمة الموقعين أدناه).

وتأتي هذه المناشدة في أعقاب موافقة اللجنة اللوائية التنظيمية لدى وزارة الداخلية الإسرائيلية في 12 تموز 2011 على مخططات مركز سيمون فيزنتال، ومقرّه الولايات المتحدة لإنشاء ما يُسمّى “بمركز الإنسانية الأعلى– متحف التسامح” الذي ينوي المركز إقامته على جزء من المقبرة الإسلامية القديمة في قلب القدس، حيث يتم تدنيس وتدمير الآلاف من الرفات والشواهد والتحف الأثرية. وتعطي هذه الموافقة الحكومية النهائية الضوء الأخضر للشروع في البناء فوراً. كما جاءت الموافقة في أعقاب تدمير العشرات من شواهد القبور في الجزء الصغير الذي ما زال قائماً من المقبرة، الأمر الذي يثير حفيظة المتظلمين وغيرهم من الفلسطينيين ممن يعتبرون أنّ هذه المقبرة جزء من تراثهم الثقافي.

وحذر قادة المجتمع في مناشدتهم من الموافقة الإسرائيلية على بدء أعمال البناء في موقع المقبرة “وعلى ما يعتبرونه جسارة ووقاحة بتسمية المركز بمركز الإنسانية الأعلى– متحف التسامح! أية إنسانية وأية كرامة وأيّ تسامح؟؟” وتأتي هذه المناشدة لمسؤولي الأمم المتحدة “للتدخل الفوري” من خلال “إيفاد بعثاتكم لتقصي الحقائق والضغط على حكومة إسرائيل، كما نصّ على ذلك قرار مجلس حقوق الانسان في عام 2010″ والذي أكد على “حرمة موقع هذه المقبرة وأهميتها التاريخية وكونها موقعًا أثريًا مميزًا، لا تقل قدسية عن مقابر المسيحيين أو اليهود المحرم انتهاكها هي أيضًا”. كما طالب الموقعون المسؤولين الدوليين “بإيلاء الاولوية اللازمة لدراسة الالتماس المقدم لطرفكم من نخبة من أبناء القدس الشريف ممثلين بمركز الحقوق الدستورية في نيويورك لما فيه من توثيق تاريخي وقانوني كامل لهذا الملف ومطالب محقة وعادلة لا يرفضها أيّ عاقل.”

“إنها قضية لن تختفي، ونحن عازمون على إظهارها كقضية توحّد جميع الديانات، وجميع الناس من مختلف الأطياف السياسية. نحتاج لاتخاذ إجراءات من شأنها التأكيد على أنّ هذه الأعمال الصارخة ضد الكرامة البشرية والعنصرية لن تستمر أو تتكرر”، كما قال رئيس جامعة القدس، سَري نسيبة، أحد الأشخاص الستين المناشدين الأصليين والممثلين من خلال مركز الحقوق الدستورية.

تنبع هذه المناشدة الحاسمة من أجل إسناد الجهود القائمة لدفع التحرك على مستوى مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان واليونسكو، والتي يجب أن تقوم بدراسة طلبات المتظلمين. “توسلات الشعب الذي يحاول حماية ما تبقى من تراث أسلافهم المدفونين في مقبرة مأمن الله تتم تجاهلها من المجتمع الدولي، بما في ذلك مسؤولو الأمم المتحدة المكلفون بحماية حقوق الإنسان” حسب ما صرحت به القائم بأعمال المدير القانوني لمركز الحقوق الدستورية، ماريا لحود. “سوف نستمر بمناشدة ضمير العالم لمنع بناء المتحف، الذي يشكل محاولة لمحو التاريخ الفلسطيني والتراث الثقافي في القدس”.


تتوفر المناشدة ومرفقاتها وغيرها من الوثائق هنا وهنا.

يكرس مركز الحقوق الدستورية عمله للنهوض وحماية الحقوق التي يكفلها دستور الولايات المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان. تأسس المركز في عام 1966 من قبل المحامين الذين يمثلون حركات الحقوق المدنية في الجنوب، أن مركز الحقوق الدستورية هو منظمة قانونية وتربوية غير ربحية، تلجأ للأخلاق القانونية وتكيف القانون بشكل مبتكر وجديد باعتبارها قوة إيجابية للتغيير الاجتماعي. يمكن زيارة الموقع على هذا الرابط.

بدأت حملة الحفاظ على مقبرة مأمن الله في القدس، بمبادرة تطوعية أهلية بالكامل، لا تمثل أي لون سياسي. وينحدر جميع المناشدون الستون من 15 عائلة من أبرز وأعرق العائلات في القدس وليس لهم أي علاقة سابقة في المطالبات الفردية أو المؤسسية في المحاكم الإسرائيلية. وأيّد الالتماس كذلك 16 منظمة غير حكومية تعنى بحقوق الإنسان، لهذه المنظمات مقرات في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس.

 


قائمة الموقعين:

  • الشيخ إبراهيم صرصور، عضو الكنيست.
  • السيد إبراهيم مطر- الجمعية المسيحية الوطنية.
  • السيد أحمد هاشم الزغير، رئيس إتحاد الغرف التجارية .   
  • المحامي أسامه السعدي.   
  • السيدة إلهام سلامه، الدائرة الاجتماعية-جمعية الشبان المسيحية.    
  • السيد إياد المسروجي، رجل أعمال.
  • السيد برنارد سبيلا- عضو المجلس التشريعي الفلسطيني. 
  • السيد توفيق حبش، رجل أعمال.
  • السيد جمال زحالقة، عضو الكنيست.
  • المحامي د. جمال نسيبة.
  • السيد حاتم عبد القادر، وزير القدس.
  • السيد حنا سنيورة، رجل أعمال.
  • السيد حنا عميرة، عضو اللجنة التنفيذية، منظمة التحرير الفلسطينية.
  • المهندس خالد الكالوتي، عضو أمناء مؤسسة التعاون .
  • السيدة دينا زرينا، اللجنة العلمانية في الأرض المقدسة.
  • السيدة رانية الياس، مدير مؤسسة يابوس.
  • السيدة رندة مخلوف، اللجنة العلمانية في الأرض المقدسة.
  • المهندس زكي إغبارية،  رئيس مؤسسة الأقصى للوقف والتراث.
  • السيدة زهيرة كمال، أمين عام فدا ووزير سابق .
  • د. سري نسيبة، رئيس جامعة القدس.
  • السيد صلاح عطا الله، رجل أعمال.
  • المهندس عدنان الحسيني، محافظ القدس.
  • السيد عزام أبو سعود، مدير عام غرفة تجارة القدس.
  • د. عفو إغبارية، عضو الكنيست.
  • المطران عطا الله حنا.
  • الشيخ الدكتور عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى .
  • السيد عمر العلمي، نائب مدير عام شركة سجائر القدس ورجل أعمال.
  • السيد فرنسيس طمس، خبير مالي.
  • المهندس فؤاد الدقاق، مستشار شركة القدس القابضة.
  • الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني.
  • المهندس مازن سنقرط، وزير سابق ورجل أعمال.
  • السيد محمد بركة، عضو الكنيست.
  • د. محمد جاد الله نيابة عن القوى الوطنية بالقدس.
  • السيد محمد زيدان، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل.
  • د.محمد المسروجي، رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال ورجل أعمال.
  • مدرسة الراهبات الوردية الثانوية الأهلية
  • السيد مسعود غنايم، عضو الكنيست  .
  • المهندس مصطفى أبو زهرة،  رئيس لجنة أعمار المقابر الإسلامية في القدس.
  • د.مهدي عبد الهادي، رئيس الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية.
  • الشيخ ناجح بكيرات، رئيس قسم المخطوطات والتراث في المسجد الأقصى.
  • الأستاذ نبيل مشحور، رئيس إتحاد النادي الارثودكسي العربي .
  • السيد السيدة هند خوري، وزير سابق وناشطة مقدسية.
  • السيد هشام الكالوتي، ناشط مقدسي.
  • السيد واصف ظاهر، رئيس مجلس إدارة جمعية الشبان المسيحية.
  • السيد يوسف ضاهر، مركز العلاقات الكنسية.

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>