البنات والماتشو/ نائل الطوخي

قصة قصيرة ■ في هذه الأثناء انتبه الجميع إلى خبر في التليفزيون يذيع نبأ انسحاب الشرطة ودخول الجيش شوارع القاهرة وفرض حظر التجوال. توقفت الخناقة. نظر الماتشوهات الثلاثة إلى بعضهم البعض بخزي. كل واحد في البلد مشغول بحلم كبير، وهم يختلفون على تفسير معنى كلمة؟

البنات والماتشو/ نائل الطوخي

|نائل الطوخي|

 

في أيام الثورة، قررت مجموعة من الشباب البدء في مشروعها الخاص.

كان لكل واحد من الشباب اسم، وكل اسم منهم كان يبدأ بمقطع “ماتشو”، ماتشو زكريا، ماتشو سيد وماتشو لؤي، ومشروعهم الضخم كان نتاجاً لقعدتهم في كافيه بالكوربة. على دخان شيش الكنتالوب المتصاعد قرروا سوياً تحقيق حلمهم القديم.

للثلاثة طبعاً أجساد مهولة، تليق بالأسماء التي يحملونها، ولكن أرواحهم –كعادة البشر- مختلفة. الماتشو لؤي كان الأكثر حساسية بين جميع الماتشوهات. بدأ خطابه من الذات لينتهي بالعالم: في الحقيقة يا أعزائي الماتشوهات فأنا منهار عاطفياً. لقد تركتني بعد قصة الحب الخالدة. أنا لا أفهم المرأة.

الماتشو سيد حاول تلخيص المأساة: فعلاً فعلاً. المرأة سر كبير.

فتح الماتشو زكريا فمه فظهرت أسنانه القذرة. قال بسخرية: دمرتني.. لأنني.. كنت يوماً.. أحبها.

خيل للماتشو لؤي انه يلمح أنياب فيل في فم الماتشو زكريا. أراد تنبيهه لهذا فقال: عذراً عزيزي الماتشو زكريا، ولكن يبدو لي أن أنياب فيل نبتت بين أسنانك.

اندهش الماتشو زكريا. سأله: حقاً؟ كيف تبدو؟

- مثل أنياب الفيل بالظبط.

- أتفهمك عزيزي. أنا لم أغسل أسناني من ثلاثة أيام.

- ولكن هذا لا يجعل أنياب فيل تنبت في فمك!

- إن كان ما تصفه حقيقياً فهو غريب. سوف أذهب لدكتور أسنان قريباً.

عاود الماتشو لؤي سرد حكايته الحزينة: لقد ضحيت من أجلها بكل شيء. لقد بذلت من أجلها (حاول البحث عن صيغة جديدة وفشل) كل شيء..

كرر الماتشو زكريا جملته بنفس الإيقاع: دمرتني.. لأنني.. كنت يوماً.. أحبها.

كتم الماتشو لؤي غيظه في قلبه وقرّر أنه بعد أن ينتهي من مهمته سوف يقتل الماتشو زكريا.

الماتشو سيد كان الأضخم حجماً بين الديناصورات الثلاثة اللاتي يتصاعد الدخان من أنوفها. ولذا فلقد عُد الزعيم. تأمل الزعيم ملامح الماتشوهين الجالسين بجواره ثم قال: والآن علينا أن نرجع لموضوعنا، لحلمنا القديم، حلم أيام الجامعة (تنهد الماتشو زكريا بحنين فخرجت من فمه كتلتان عملاقتان من الدخان، وتأوه الماتشو لؤي فوجد نفسه يتكرع غصباً عنه من جراء كانزات البيبسي المتوالية التي شربها للتو). هل تذكرون حلمنا القديم، حلم تظبيط جميع البنات في العالم. يااه يا ولاد. (لحظة صمت) شوفوا. بنات مصر الجديدة كلهم يستاهلوا أن يتم تظبيطهم. وهذه المهمة صعبة. أقترح أن نبدأ من روكسي. روكسي مدخل مناسب لمصر الجديدة، لننتقل بعدها إلى التجمعات الصغيرة.

قال الماتشو لؤي وهو يرفع سبابته في وجه الماتشو سيد: وماذا عن جسر السويس؟

خيل للماتشو سيد إن الماتشو لؤي يتكلم من أصابعه. الصوت كان يخرج غليظاً ثم ينحشر في عقلة الإصبع الأخيرة لسبابة الماتشو لؤي فيسرسع. قال الماتشو سيد: صوتك غريب يا ماتشو!

- هذا طبيعي! صوتي بح من البكاء عليها.

- ليس مبحوحاً. إنه مسرسع.

- فعلاً! صحيح! طيب. يمكن. لا أفهم الفرق بالظبط.

- الفرق إنه يبدو كما لو يخرج من أصابعك وليس من فمك.

تدخل الماتشو زكريا لتصحيح معلومة الماتشو سيد: أنت متحامل كثيراً. أنت تعرف أن الأصابع لا تصدر أصواتاً، وإنما الفم والحنجرة.

وواجهه الماتشو سيد بتصحيح المعلومة المصححة: عزيزي الماتشو زكريا. اعذرني، ولكنني أختلف معك تماماً –كالعادة يعني- فأنت إذا قررت أن تطرقع بصوابعك فإنّ هذا بالضرورة سوف يصدر صوتاً. وللتدليل العملي على نظريته قام بطرقعة أصابعه. وأمام الأعين المذهولة للماتشو زكريا فلقد صدر صوت من الطرقعة.

عاود الماتشو سيد بعد انتصاره هذا إلى موضوعه الأصلي: شوفوا. أنا أقترح أن نقسم أنفسنا لأربع مجموعات.

قاطعه الماتشو زكريا– في حركة انتقامية: لا يمكن. نحن ثلاثة فقط.

الماتشو سيد بحسم: سوف أقوم أنا بدور مجموعتين. أيّ أوبجشكن؟

وعندما لم يجد أيّ أوبجكشن قرر أن ينادي القهوجي ليدفع الحساب. برغم كل شيء، كان الماتشو سيد سخياً ولا يجلس في مكان إلا إذا دفع حسابه وحساب الجالسين معه كاملاً. حاسب على خمستاشر حجر كنتالوب واتنين زبادي بالفواكه واتنين زبادي بدون فواكه، وعشر كانزات بيبسي، وتمنتاشر كابوتشينو.

عندما عاد الماتشو زكريا إلى بيته، وعندما فتح فيلم البورنو اليومي وأتى بالصابونة داهمته فكرة حزينة: كيف نجح الماتشو سيد في الاختبار الذي أجراه أمام الناس كلها وأصدر صوتاً بصوابعه بينما المعروف أن الحنجرة ومشتقاتها هي فقط التي تصدر الأصوات؟ الماتشو زكريا مثقف من طراز فريد، ولذا فعليكم أن تتخيلوا مقدار خيبة الأمل التي شعر بها عندما اكتشف أنه –للمرة الألف– يفشل في اختبار الثقافة أمام الماتشو سيد. لولا هذا الفشل لكان قد استطاع أن يجبر الماتشو سيد على منحه دور المجموعتين. عينه مكسورة. لا يستطيع القذف. الماء ينحشر في قضيبه فلا ينزل. ماذا نفعل؟

لم يكن هذا هو كل شيء. كان الماتشو زكريا مصدوماً بسبب أنياب الفيل التي قال الماتشو لؤي إنه رآها تخرج من فمه. كيف حدث هذا، كيف يمكن معالجته. هل يمكن قصّ الأسنان؟ في نوبة هياج عظيمة ذهب الماتشو زكريا إلى الحمام. أمسك بمعجون الأسنان وألقاه من الشباك المطل على المنور. لقد امتلأ حنقاً، على الماتشو لؤي وعلى الماتشو سيد وعلى أسنانه وعلى الدنيا. لقد تحول الماتشو زكريا إلى كتلة هائجة وعمياء من الحقد الأسود.

جلس الماتشو لؤي على الرصيف ودفن وجهه بين كفيه وأخذ ينتحب وهو يردد: “هما بيعملوا كدا ليه؟ هما بيعملوا كدا ليه؟”

الماتشو لؤي –على صعيد آخر- كان خارجاً من أزمة عاطفية، كما شرح للإخوة الماتشوهات منذ قليل، وفي هذه الأحيان فإنه يتحوّل إلى آلة جنسية: جلس على الفيسبوك وأضاف ثلاث بنات “أميرة الدهاء”، “الدلوعة خالص”، “توتا كتكوتة”؛ وآلة عنف: دخل على صفحة فيسبوك بعنوان “كيف تصنع قنبلة مولوتوف للدفاع عن نفسك أمام الأمن المركزي”، ومضى يسجل الخطوات على موبايله. كان يفكر في صنع قنبلة مولوتوف كبيرة وإلقائها في بيت البنت التي قررت أن تتركه. كل الأفكار السوداء كانت تداهمه في هذه اللحظة. امتلأ بالغضب على كل الناس، على البنت اياها، وعلى الدنيا، وعلى الماتشو زكريا الذي ربّى أنياب فيل بين أسنانه. الوحيد الذي أفلت من غضبه هو الماتشو سيد. بعقله تأمل الحكمة العميقة للماتشو الذي اقترح مشروعه اللامع لتظبيط جميع بنات مصر الجديدة، وقرر في نفسه أن يظل طول عمره تابعاً مخلصاً وأميناً للماتشو سيد.

بالمناسبة، كان هذا اليوم هو الخميس، السابع والعشرين من يناير للعام ألفين وحداشر.

في صباح اليوم التالي كانت مصر الجديدة خاوية تقريباً. بالتحديد عند روكسي. أمام السينما التقى الثلاثة. سلموا على بعضهم البعض بسرعة ثم انطلقوا كل إلى حال سبيله. الماتشو سيد باتجاه شارع الكربة وشارع الثورة، الماتشو لؤي باتجاه شارع الحجاز، الماتشو زكريا باتجاه جسر السويس.

ما يعنينا هنا الآن هو الماتشو لؤي، ذلك المرهف الحس، وهو في شارع الحجاز. بمجرد أن سار عدة مترات، وقريباً من سور المريلاند، لمح فتاة تحاول إيقاف تاكسي، بيدها اليمنى كانت تقبض على ولاعة. اقترب منها. أشعل سيجارة ووقف بجوارها. سألها “سيجارة؟”، لم ترد. أخرج سيجارته ومضى يلوح بها أمام عينيها. لم تفهم هل يعرض عليها سيجارة أم يعاكسها أم يغيظها بسيجارته. ابتعدت عدة خطوات فصرخ بصوت عال “يا حقيرة”. ومسكها بقوة من ذراعها وأخذ يصرخ “انتي بتجري مني ليه؟ يا واطية يا سافلة يا قذرة يا حقيرة”. حاولت الجري ولكنها ظل قابضاً على ذراعها بيده، وبيد أخرى مضى يفك سوستة البنطلون. مسك مكان قضيبه من تحت البوكسر الأحمر المزخرف بالورود والدباديب: “مش عاوزاه؟ بذمتك مش عاوزاه؟” هي ببساطة استعملت الولاعة التي بيمينها. أشعلتها وقربتها من مكان قضيبه تحت البوكسر. وقف مذهولاً. أفلتها فركضت بعيداً وهي تصرخ. أما رائحة قماش البوكسر المحترق –ومعه البعض من رائحة شواء جلد القضيب- فقد تصاعدت في شارع الحجاز كله. البوكسر كان بثلاثين جنيهاً، وجلد القضيب بأكثر من ذلك قليلاً. جلس الماتشو لؤي على الرصيف ودفن وجهه بين كفيه وأخذ ينتحب وهو يردد: “هما بيعملوا كدا ليه؟ هما بيعملوا كدا ليه؟”

الماتشو زكريا –على صعيد آخر- لم تكن تخطر طول الوقت على باله إلا ذكرى واحدة. انتقاماً من جيجي التي رفضت حبه الكبير من 15 سنة عندما كان في الثانوية العامة، فقد قرر يومها أن يدشدش رأسها بمطرقة معدنية عملاقة، يخرج عينيها من محجريهما ويفعصهما بجزمته، ثم يعلقها على لوحة النشان ويأخذ في التصويب عليها بالمسامير الحديدية المحماة في النار، وبعدها ينقع جسمها في حمض الكبريتيك المركز. حمض الكبريتيك المركز كان هو بطل أحلام الماتشو زكريا بلا منازع. بانيو ضخم، وعميق، لا ينتهي، بانيو كأنه بحيرة، مليء بحمض الكبريتيك، تصطف البنات حوله، ويأخذ الماتشو زكريا في قنصهن بالمسدس واحدة بعد الأخرى، فيسقطن جميعاً في عمق البحيرة، تتحلل أجسادهن ويذبن. ولإن هذه البحيرة ليست متوافرة في حياتنا البائسة بأرض مصر، فقد قرر الماتشو زكريا الاكتفاء بالوسائل المتاحة. خرج إلى شارع جسر السويس ومعه مسدسان، كل واحد بكف، والذراع ممدودة على اتساعها، كأبطال أفلام الويسترن، ودوم دوم دوم، يطلق النار في اتجاهين متوازيين، خمس بنات يسقطن على الرصيف غارقات في دمائهن، وامرأتان كبيرتان. لقد كانت ملحمة كبيرة. كانت ملحمة الملاحم.

في هذا اليوم تم تسجيل حالات قتل فتيات واغتصاب وتحرش، وتم تقديم الكثير من البيانات إلى أقسام الشرطة، ولكن الشرطة كان لديها أشياء أخرى تفعلها. الشرطة كانت تنهزم أمام جموع الثائرين في شوارع مصر المختلفة.

على القهوة بالكربة جلس الثلاثة مرة أخرى، الماتشو سيد والماتشو زكريا والماتشو لؤي.

الماتشو سيد حكى أنه نام مع حوالي عشر فتيات اليوم. دخل عليهم بالهئ والمئ والحكاية والرواية وكلام الانشا فاستجبن له فوراً. بعدها كسر شريحة تليفونه واشترى خطاً جديداً.

الماتشو لؤي والماتشو زكريا فتحا فميهما من الانبهار. ما قاله الماتشو سيد عظيم فعلاً، وجدير بأن ينحني الإنسان أمامه. أراد الماتشو زكريا أن يتأكد إنه سمع الرقم بشكل صحيح.

- عشر مرات يا ماتشو؟

- عشرمرات يا ماتشو، قال بثقة وابتسامة.

الماتشو لؤي، الذي كان قد قرر أنه سيظل طول العمر تابعاً أمينا للماتشو سيد، وجد نفسه ناقماً على سيده. لم يستطع مداراة غيظه.

- عفواً عزيزي الماتشو سيد، ولكن هذا غش.

- كيف غش، ماذا يعني غش؟

- غش، غش، غش يعني غش.

لم يرد الماتشو سيد.

- شوف يا ماتشو سيد. أنت قلت إنه علينا تظبيط جميع البنات، لم تقل إنه علينا أن ننام معهم.

- وما الفرق؟

- الفرق. الفرق. لا أعرف ما الفرق. أنا مثلا أخرجت لهم بتاعي، خافوا وصرخوا وجروا.

- طيب، هذا ما تقصده اذن. أنا أشطر منك يعني؟

- لا، ليس بالضبط، التظبيط الذي فعلته هو التظبيط كما أفهمه.

لوى الماتشو زكريا شفتيه وتدخل في الحوار: التظبيط كلمة مطاطة.

- لا ليس مطاطة.

- بل مطاطة.

- ماتشو زكريا، ماذا فعلت أنت؟

- أنا قتلتهم.

- قتلتهم! قتل يعني؟

- بالظبط. قتلتهم ورميتهم في بحيرة مليئة بحمض الكبريتيك المركز.

- ولكن مصر ليس فيها بحيرة كلها حمض الكبريتيك المركز.

- طيب، أنا أشطر منك اذن، انا اخترعت بحيرة كلها حمض الكبريتيك المركز.

- ولكن هذا خيال، عزيزي الماتشو زكريا.

- (بغضب وحمقة) لا ليس خيالاً. هذا هو التظبيط كما أفهمه. لاحظ إن التظبيط كلمة مطاطة.

الماتشو سيد كان مأخوذاً بالهجوم الحاقد عليه. فجأة انتبه إلى نتوء كبير في بنطلون الماتشو لؤي. سأله:

- عفواً، عزيزي الماتشو لؤي، يبدو لي أـن بيضتيك قد كبرتا جداً، صح؟

نظر الماتشو لؤي إلى ما بين ساقيه ثم قال:

- لا أعرف. شوف، سأعترف بسر. البنت التي أخرجت لها بتاعي حاولت أن تمسك بيضتي.

- ولكن هذا لا يجعل لك بيضتين بهذا الحجم. إنهما بيضتا عجل عزيزي الماتشو لؤي.

- حقا! بضحكة مرتبكة. أنا آكل اللحم كثيراً.

الماتشو سيد أخذ الدعابة على محمل الجد: طيب، قلل من اللحوم اذن، وإلا ستكبر بيضتاك لتملآ القهوة.

اكتأب الماتشو لؤي. بمنتهى الصراحة، فلقد أخذ في التفكير في حياته القادمة، كان مستحيلاً عليه أن يتخيلها بدون لحمة. بلا برجر ولا شاورمة ولا موزة أو ضاني أو بيتزا بلدي باللحمة المفرومة. اكتأب وتغير لونه.

فور انتصاره على جبهة الماتشو لؤي، تفرغ الماتشو سيد للماتشو زكريا. التفت له وأخبره إن صوته مازال مسرسعاً، وإنه مازال يخرج من أصابعه. وهذا أكبر دليل إنه لم يقم بتظبيط ولا بنت اليوم.

الماتشو زكريا: غريب جداً يا ماتشو، وما علاقة هذا بهذا؟

الماتشو سيد: العلاقة واضحة. أداء الجهاز التناسلي يؤثر على فقرات الأصابع والأحبال الصوتية.

الماتشو زكريا: (بلا مبالاة) أنا ظبطتهم بطريقتي. أنا قتلتهم ورميتهم في البحيرة.

- هذا ليس تظبيطاً.

- أنت لم توضح ما معنى كلمة تظبيط.

- أنت جاهل باللغة العربية.

- وأنت تتحدث لغة أخرى.

بدأ العراك في القهوة بكسر قزازة البيبسي على رأس الماتشو سيد، ثم بانهيار الشيشة على ظهر الماتشو لؤي. ثلاثة قمصان تمزقت وستاشر زراراً وشومة ارتفعت في الهواء لتسقط على رأس أحد الماتشوهات الثلاثة.

في هذه الأثناء انتبه الجميع إلى خبر في التليفزيون يذيع نبأ انسحاب الشرطة ودخول الجيش شوارع القاهرة وفرض حظر التجوال. توقفت الخناقة. نظر الماتشوهات الثلاثة إلى بعضهم البعض بخزي. كل واحد في البلد مشغول بحلم كبير، وهم يختلفون على تفسير معنى كلمة؟

هدأ الثلاثة. جلسوا على مقاعدهم. قرروا في نفس واحد إن المتظاهرين ليسوا أفضل منهم. وإنهم –مثل المتظاهرين– لديهم أحلامهم الكبرى أيضاً. قرر الثلاثة أن يبدأوا بأسرع وقت في جولة ثانية لإعادة محاولة تظبيط جميع البنات في مصر الجديدة.

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

2 تعقيبات

  1. الكلام اللي حا اقوله ده تاخد بالحرف من بيت المتنبي في هجاء اهل مصر بعد ما تركوه نهبا لأطاعه في السلطة وتظبيط كافور الأخشيدي حتى يستطيع ان يظبط مصر وأهلها وخاصة نسوانها اللاتي قال عنهن عمرو بن العاص لما راح شافهم في اسكندرية ” نوسوان ملاعيب ” هو قال ما معناه لكن ما قاله ” نسائها لُعب ” نص البيت حسب ماانا فاكره :
    كم ذا بمصر من المضحكات لكنه ضحك كالبكا
    وهو على فكره مؤسس مبدا الماتشيو حينما اتفشخر وقال
    الخيل والليل والبيداء تعرفني …والسيف والرمح والقرطاس والقلم
    لكن لما هجم عليه قطاّع الطرق حب يهرب فكيك فانبه خادمه او تابعه وذكره بالبيت الماتشاوي اياه فرجع ..وقتلوه ..
    عادي خالص ..التاريخ لما بيتعمل اول مرة بيكون تراجيدي ولما بيعيد نفسه بيكون مضحك وكوميدي ومسخرة ..ومش انا اللي قايل الكلام ده ..قاله واحد ناسي اسمه يمكن يكون انجلز او لينين او برنارد شو ..
    يعني لما نيجي نعيد اللي حصل في ايام الثورة مرة تانية ، نعيده في الميدان شوف بيحصل ايه ..اما بالنسبة لأهل مصر فانا ما عنديش كلام عنهم سوى برضه اللي قاله المتنبي
    اغاية الدين ان تحفوا شواربكم ..يا امة ضحكت من جهلها الأمم.. يعني الماتشوات الثلاث لانهم جهلة مثل معظم من نعرفهم – حاشا القارئين والسامعين – ما اتعظوش بالماتشو الاولاني المتنبي اللي حتى ما قدرش يتنبى بجد وعامل فيها فنط وبتاع نسوان ..انا احب اكثر ابو نواس عشان على قدي ومش ماتشو

  2. مازلت قادر علي انتزاع الدهشة من قرائك !!

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>