دائرة الأوقاف تتوجه لمحاكم الإحتلال!/ ناريمان صلاح

. |ناريمان صلاح| شدتني في الأيام الأخيرة من شهر رمضان ي […]

دائرة الأوقاف تتوجه لمحاكم الإحتلال!/ ناريمان صلاح

باب الساهرة. من يحمي المستأجرين من الأوقاف؟

.
|ناريمان صلاح|

شدتني في الأيام الأخيرة من شهر رمضان يافطة كبيرة معلّقة على بوابة أحد المحلات التجارية في القدس، وتحديداً في شارع السلطان سليمان المقابل لبوابة الساهرة. كانت متوهجة لشدة الضوء المُسلّط عليها في تلك الليلة، وعندما قصدتها ذُهلت لما قرأت: “مناشدة من عائلة أبو زيد المقدسية إلى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه للتدخل العاجل لحل الخلاف القائم بيننا وبين دائرة الأوقاف الإسلامية دون اللجوء لمحاكم سلطات الإحتلال الإسرائيلي”.

لم أنم ليلتها وأنا أحاول استيعاب تلك المناشدة. شعرت بحجم المأزق الذي تعيشه هذه العائلة وأثر فيّ رفضها لمحاكم الاحتلال. فأننا ممن يعرفون معنى مسلخ المحاكم الاسرائيلية وكيف تستعمل لسلب الحقوق وترسيخ التهويد. ثم منذ متى يكون الإحتلال حكماً بين الأوقاف الإسلامية والمنتفعين من عقاراتها!

توجهت إلى المحل صباح اليوم التالي، وقبل أن ألتقي بالسيد وليد أبو زيد والذي تستأجر عائلته المحل من دائرة الأوقاف منذ أكثر من نصف قرن، استقبلتني مجموعة من اليافطات المعلقة على البوابة من الداخل، التي بدت بالاحتجاجات التي تحملها كبوصلة تشير نحو لُب المناشدة، ألا وهو توجه الأوقاف الإسلامية للإستعانة بمحاكم الإحتلال الإسرائيلية، ومن تلك الأسئلة المطروحة على الورق وللمَلأ: “هل عدم دفعنا لضريبة المساحة الإسرائيلية –الأرنونا– ذريعة كافية لإخراج المستأجرين من العقارات الوقفية؟ هل تعترف دائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية بقرارات المحاكم الإسرائيلية في القدس”؟

كان أبو زيد كريما جدا، وأطلعني على تفاصيل القضية منذ البداية، وكيف جاء المُخمِّن الإسرائيلي ذات يوم وطُرده التجار ليعود بعد خمس دقائق برفقة أحد مُحامي الأوقاف المعروف بـ “علاقاته الجيدة” مع المحاكم الاسرائيلية، وأخذ يقرأ لي لائحة الدعوى التي وجهتها له المحكمة الإسرائيلية ويُفند إدعاءاتها الواحدة تلوَ الأخرى. صدقاً لم أستوعب جميع التفاصيل رغم وضوحها، فقد كان موضوع هذا “التعاون” بين الأوقاف والإحتلال طاغيا على تفكيري، فهذه الخطوة -إن تمت- ستفتح الباب أما الإحتلال للتحكم “القانوني” بالعقارات الوقفية المتبقية والتي منها المدارس والبيوت والمقدسات!

أما أصحاب المحلات فوقَعَ عدد كبير منهم على عريضة موجهة الى مدير دائرة الأوقاف في القدس، الشيخ عزام الخطيب، وأعضاء لجنة مجلس الأوقاف، يَحتَجون فيها على هذه الخطوة التي لجأت إليها الأوقاف، فهؤلاء التجار لا تنقصهم “بلوى جديدة” على حد تعبير أحدهم، فهم يعانون الضرائب الإسرائيلية الجائرة وحصار المدينة وعزلها بجدار الفصل العنصري والاستيطان والتهويد.. الى آخر القصة التي تدمي القلب.

قد مضى شهر حتى كتابة هذه السطور، ولا زالت المناشدة مُعلقة، وعائلة أبو زيد ترفض هذا التوجه للمحكمة الإسرائيلية، ولا أحد يعلم ماذا ينتظرها. فمن يحمي أهل القدس وتُجارها من الاحتلال، ومن يمنع “دائرة الأوقاف الإسلامية” من الاستمرار في هذه التنازلات التي تتعارض مع الحفاظ على المدينة وأهلها؟!

(القدس المحتلة)

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

4 تعقيبات

  1. دائرة الأوقاف في القدس مهمتها الوحيده الأستيلاء على العقارات الوقفيه الذريه والأملاك الخاصه التابعه للعائلات المقدسيه بالقوه والزعرنه بقيادة مديرها عزام الخطيب التميمي وضمها لدائرته وعرضها للبيع والشراء والأولويه لأزلامه ومن يسير بفلكه ،وايضا دق اسافين الفتنه والتفرقه بين افراد العائلات المقدسيه لأضعافها والأستيلاء على اوقافها واملاكها مستعملا سياسة فرق تسد ،ويدعي ان الأوقاف الأسلاميه لا تتوجه الى المحاكم الأسرائيله لأخلاء المستأجرين لأنه لا يتعامل مع الأحتلال وهذا غير صحيح فملفات محكمة الصلح والمركزيه وايضا محكمة العدل العليا مليئه بقضايا دائرة الأوقاف ضد عائلات مقدسيه للسيطره على عقاراتها .هذه دائره فاسده ويجب على اغيار القدس العمل على تغيير هذا الفاسد وابعاده عن هذا المنصب واستعمال كافه الطرق وخصوصا التوجه الى الديوان الملكي الأردني والمطالبه بمحاسبته وعزله.

  2. بعد الاحتلال يأتي ذوي القربى ليزيدوا الظلم ظلماً والجور جوراً، والباطل باطلاً. لكن من يسمع قصص دائرة الاوقاف في القدس وكيف يتفتق ذهنهم عن طرق قانونية وعشائرية في تسريبهم للعقارات الوقفية الى يد هذا من الاغنياء، ويد تلك من الجهات المتنفذة والاستطانية أحياناً، واهمالهم المسجد الاقصى وقبة الصخرة، فلا نظافة تلقى، والمستوطنون يعيثون تدنيساً فيه، قد لا يستغرب هذا المقال. من يحاسب دائرة الاوقاف اليوم؟ من يقول لا في وجه مديرها عزام الخطيب؟ من الصحفي الحر الشجاع الذي ينبري ليكشف قضايا فساد الاوقاف؟ من يقول لهم كفى كلاماً عن الدين، وأنتم داء عضال؟ قضايا لا تعد ولا تحصى. في كل زاوية في القدس حكاية عن فساد الاوقاف. كل اسرة مقدسية ستقص بدل القصة قصص وحكايا وشجون ومآسي مع الاوقاف… هذا ما تعودنه في القدس. جرح لن يندمل، وفساد تراكم بالاشبار فوق رفوف دائرة الاوقاف الاسلامية…

  3. يعني مش ناقص غير الاوقاف حتى تساهم في تهجيير المقدسيين، مش مكفي الاحتلال والحواجز والجدار. هكذا يا اوقاف بتحافظوا على مقدسات المسلمين، بتسقوى على الضعيف والغلابا من هالشعب، هكذا من خلال المحاكم الاسرائيلية.. يا عيب الشوم

  4. الموضوع أكبر من محل تجاري واحد، إذ تم رفع دعاوى عدة من قبل الاوقاف في المحاكم الاسرائيلية ضد مقدسيين لاخلائهم من العقارات الوقفية.. هذه سياسة جديدة للاوقاف بعد تولي ادارتها من قبل عزام الخطيب، والتي لا تجرؤ على المستوطنين الاسرائيليين الذين يستولون على العقارات الوقفية فالاوقاف ومن ورائها مديرها عزام الخطيب لا يعترفون بالمحاكم الاسرائيلية عند ذكر المستوطنين (وآخرها مقبرة باب الرحمة).. يعني أسدٌ علي وفي الحروب نعامة. بئس هكذا دائرة، تنضح بالفساد وقليلي الذمم

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>