صِرتُ حبةَ ماس/ رمزي سليمان

كي تعدوَ وحيدًا/ مُتلفعًا بصمتٍ مطبقٍ/ إلا من لهاثك/ ليس معكَ سوى ظلك/ تارةً تتبعه/ وتارةًً/ متموجًا فوق الحصى/ يتبعكْ.

صِرتُ حبةَ ماس/ رمزي سليمان


لوحة للفنان منذر جوابرة، من معرض "مني إلي"- 2009


|رمزي سليمان|

رمزي سليمان

صِرتُ حبة ماس

رُسمتُ راهبًا

سكنتُ تلال الضباب

فطفرتِ عاليًا

لتستقري على كتفي

حمامةً بيضاء


صِرتُ قرصانًا أعور

تسلقتُ أعلى صاريةٍ

وصحتُ كنورسٍ جائعٍٍ

فارتعشتِ

وغطستِ

في بحر الزرقة


صِرتُ حبة ماس

فغدوتِ بانةً رخصةً

صِرتِ نارًًا

فغدوتُ قارورةَ زيت


صِرتِِ ملكة سبأ، كليوباترا،

موناليزا، شارون ستون،


فغدوتُ رجلاً عاديًّا.


يا عدّاء المسافاتِ الطويلةِ

أنتَ يا عدّاء المسافاتِ الطويلةِ

تلك التي تضربها بقدميك

كما تَََضِربُ النساءُ

أصوافَ الخرافِ المذبوحة


ماذا دهاكََ يا هذا

حتّى تركت الفتيان والأطفالَ

والفتياتَ

طوابيرَ استحسانٍٍ عَطوف

يلوِّحون صوبكَ

بأعلامٍ رفرافةٍ

كأسرابِ الحمام..


نعمْ.

ما الذي دهاكَ

لتنطلقَ وحيدًا

في دروبٍ متشعِّبةٍ

كقرونِ الوعل،

وِهادٍ مكسوّةٍ

بحشائشَ يابسة

وتلالٍ تجثمُ على صدرِ الوادي

كجِمالٍ أنهكتها الصحارى


ما الذي دهاك يا هذا

أنتَ، عدّاء المسافات الطويلة

كي تعدوَ وحيدًا

مُتلفعًا بصمتٍ مطبقٍ

إلا من لهاثك

ليس معكَ سوى ظلك

تارةً تتبعه

وتارةًً،

متموجًا فوق الحصى

يتبعكْ.

(حيفا)


المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>