“المثقفون العرب والتراث”: تلك الأنساق التي تُجهض المعرفة!/ مرزوق الحلبي

ثمة خطر بانقضاض “مثقفين” -لا سيما مواليد الحقبة الماضية أتباع “الحرس الثوري” العربي القديم- على الثورات ومكتسباتها وبالأخص انطلاقها من عقال الأيديولوجيات البائسة أو الرازحة تحت عوارض الجرح النرجسي والعصاب الجمعي العربي

“المثقفون العرب والتراث”: تلك الأنساق التي تُجهض المعرفة!/ مرزوق الحلبي

كاريكاتير: نضال الخيري- خاص بـ "قديتا"

|مرزوق الحلبي|

هل ستنجح الثورات العربية في التحوّل إلى ضمادات للجرح النرجسي في الأنا العربية، أو هل سيكون فيها ما يُشفي من الرضّة والهزيمة اللتين أفضيتا إلى نكوص في مستويات لا حصر لها في حياة العربي فردا وجماعةً؟ سؤال كبير تطرحه الثورات في ضوء ما كان سجّله بذكاء جورج طرابيشي في مؤلّفه الشهير بعنوان: “المثقفون العرب والتراث ـ التحليل النفسي لعصاب جماعي” (دار رياض الريس ـ 1991، وقد صدرت عنه طبعة مزيدة ومنقحة مؤخرا بعنوان “المرض بالغرب ـ التحليل النفسي لعصاب جماعي عربي”) وما تركه من صدى أسئلة تقضّ المضاجع إلى يومنا، وتبدو حيوية نافذة في حدّتها وأصالتها، اليوم، أيضا، باعتبار أن “الحالة العربية” التي تناولها لا تزال قائمة بكل ثقلها وبؤسها واستعصائها. فإذا اعتبرنا الثورات الحاصلة المتدحرجة حدثا مصمما ومؤسسا نقيضا للهزيمة والنكسة والصدمات، فهل تُحدث في النفس العربية فعلا بديلا لما أحدثته تلك التجارب التي فتحت جرحا نرجسيا لا يندمل في الكائن العربي وتمثيلاته؟

فإذ كان الانصعاق من الغرب في فترته الاستعمارية بداية الجرح، فإن النكبة والهزيمة في حزيران قد عمقتاه جدا بفعل تمثيلات ما حدث من انتصار “النملة الحصى” على “الفيل الجبل”ـ حسب طرابيشي. ومن هنا، كانت بداية النكوص احتماء بالتراث والغرق فيه “عصابا” و”ذهانا”. وهو ما أدى بالعربي إلى قطيعة مع العالم ومع الواقع ولغة العصر بدعوى أن لدى العربي ما يكفي ويزيد من “عظيم التراث” و”المنجزات” و”القيم” تعوضه عن كل ما أنتجه الغرب. ورغم بروز مدارس نقدية للتراث العربي على حقبه إلا إن غالبية المدارس انكفأت إلى تعظيمه وتمجيده على نحو يشكّل ازدواجية في الرؤية والمواقف (حسن حنفي ممثلا لها). وهي ازدواجية قبضت على روح العربي وغربّتها عن الدنيا والأرض وأسرته في توازن وجودي متخيّل قوامه العيش على الماضي وفيه عجزا عن مواجهة الحاضر وتحدياته!

وها هي الثورات العربية التي لم تكتمل تشكّل حدثا يؤسس لشعور عربي عام بالفخر والاعتزاز، ومبعثا لتصوّر ذاتي مشرق. فها هي الجموع العربية تطالب بالحريات والكرامات، وبتوزيع عادل للموارد والخيرات، بنظام دولة المؤسسات ومكافحة الفساد، بانتخابات ديمقراطية بديلة للاستبداد والاستئثار بالسلطة والقوة والخير العام. وهي في هذا شكّلت جسرا مع السياسة واللغة العالميتين بدل القطيعة. وأشّرت على أن كل هذه القيم ليست حكرا على الغرب ولا هي كفرا “استعمار فكري” ولا “كفر”، بل مطلب حقيقي للجموع العربية في كل مواقعها. وأكثر، أثبتت القوى المحرّكة للثورات أنها تعتمد النضالات المدنية غير العنفية في وجه نُظم القمع والاستبداد والعنف، وكأنها تقول أنها أفلتت من قبضة عنف السلطة والعنف الثوري المضاد اللذين يشكلان وجهين للعملة ذاتها في الثقافة العربية. وهو ـ النضال المدني ـ خيار استراتيجي كان بمنأى عن الثقافة العربية المجروحة في نرجسيتها ونفسيتها التي اختارت على الدوام “العنف المعارض” في مواجهة “العنف الموالي”. ومن هنا، فإن السمات الأبرز للثورات الجارية هي سمات تتفق مع اللغة العالمية التغييرية والتحويلية الباحثة عن توازنات جديدة في المجتمعات تكون أكثر عدلا وإنصافا في توزيع موارد الدولة بما فيها القوة والسلطة. ومن هنا فهي ليست ثورات بقدر ما هي إعادة بناء للتوازنات ومباني القوة داخل المجتمعات.

وكونها كذلك فهي موحية بحقّ بل ملحمية إذا شئنا، التعاطي معها ضمن قاموس الأدب والإبداع. إلا أن طريقة تلقي الحدث وقراءته والتقاط إشاراته لدى رهط من المثقفين العرب إنما أشّرت بوضوح على موقع العطب المستعصي في حالة العصاب الجمعي العربي أكثر مما شكّل ـ حتى الآن على الأقلّ ـ ضمادات أو رضّة عكسية شافية للعربي لا سيما المثقف. فالقراءات العربية للحدث لا تعدو، حتى الآن في كمها الأكبر، كونها سيلا من النصوص الإسقاطية في معظمها. فهذا يُسقط عقيدته، وذاك يُسقط أيديولوجيته، وثالث يُسقط على الأحداث إيمانه أو نظرّبته على نسق “ألم أقل لكم!”. وهكذا تشكّل في مدة قصيرة نسبيا خطاب عربي منتشٍ بعد حالة من الوهن المادي والرمزي، الواعي واللاواعي قوامه الأماني والتطلعات والأحلام. وتم الذهاب بالحدث السياسي الواقعي المتشكّل في سياقات محددة إلى تمثيلات دينية وتاريخية ـ التراث مرة أخرى! ـ وإلى أسطرة وترميزات أسكنته التاريخ والحيز الميتافيزيقي! أما المساءلة السريعة الظهور فلم تكن من قبيل نقد الحدث وتفكيكه والتأثير في وجهته بل من قبيل عارض عصابي يعكس الإحباط والخيبة لأن الأحداث الحاصلة إما أنها طالت وامتدت (اليمن وسورية مثلا) أو أنها لم تأتِ بمعجزة التغيير الفوري (في مصر وتونس مثلا). والحالتان تعكسان نفسية عصابية سريعة في اشتعال الأماني ولعلعة الأهازيج وسريعة في الخبوّ والانكفاء. ولن نفاجأ في حال انتكس الحراك في بعض المواقع إلى إدارة الظهر للحركة الشعبية الصاعدة وخذلانها من دوافع استبطان الرضّات السابقة واستحكامها والتوق غير الواعي لنصر سريع وكبير يحلّ محل النكسات والهزائم المتتالية ويشكّل تجربة مرممة للروح العربية المكلومة! وبغياب هذا الحدث المعجزة تتحول الأهازيج إلى بكائيات النفس المجروحة و”شروقيات” مفارقة الوعد بفجر أو شمس عربية، مثلما رُكّبت الأماني عريضة على “الثورات”!

في بعض تفاصيل قراءات المثقفين بُعد آخر مما أشار إليه طرابيشي في حينه ـ قبل عقدين تماما ـ وهو تحويل النقيصة إلى فضيلة وتعظيم التراث والأنا الماضوية إلى حدود غياب فعل النقد أو قبول أسئلة الآخر وما يُنتجه من تحديات. وقد رأينا هذا جليا في مواقف مثقفين عرب على الثورة الشعبية في سورية. فجأة، وبعد عقود من نقد النظام البعثي وقمعه واضطهاده واستئثاره بالسلطة والمال العام، ينكفئ المثقفون “النقديون” ذواتهم إلى الذود والمنافحة العمياء عن النظام ذاته والحجة أن “الغرب” المفترض يريد رحيل هذا النظام. فالموقف، في هذه الحالة، ينبني ضدّيا للغرب وليس موضوعيا بناء على أداء النظام وإرثه الدموي! وعلى النسق ذاته، يكفي أن يتحدث مسؤولون غربيون عن ضرورة دَمَقْرطة الحياة السياسية في سورية لنجد “ألف” مثقّف عربي اعتاد بناء خطابه على الفكرة الديمقراطية يرتدّ عن هذه الفكرة ليمجّد النظام السوري أو على الأقلّ ليفضّله على “الديمقراطية الغربية”! وهنا تتجسّد ظاهرة أخرى من ظواهر العُصاب العربي وهي المنافحة! فمهما يحدث ويصير، ومهما يحتلّ النظام السوري ريفه ومدنه ويقصف ويقنص، سنجد شِللا من المثقفين العرب ينافحون عنه وينشدون بقاءه، فقط لأنهم يعتقدون أن الغرب وإسرائيل معه يتطلع إلى رحيل الأسد ونظامه! فكل مثالب هذا النظام، وكل صداقة وتضامن سابقين للمعارضين من مثقفين ووطنيين سوريين حقيقيين، وكل ممارسات النظام في لبنان ومناوراته بالقضية الفلسطينية، تختفي من قاموس هؤلاء الذين ـ ونعترف لهم! ـ لا يعدمون قدرات إنتاج قواميس تحمل المفردات المضادة لتلك التي أنتجوها قبل الثورة الشعبية في سورية! بمعنى، أن لهؤلاء المثقفين وجهان وموقفان على الأقلّ، واحد قبل الثورة والثاني بعده، صوتان واحد ينقد النظام ويعدد سياساته المريبة وآخر ينافح عن النظام ويعدد “مناقبه” لا سيما مناوشة المشروع الأمريكي أو الإسرائيلي أو غيرهما ـ كما يُزعم خلافا للحقائق التاريخية.

عند هذا المنعطف يبدو العربي المجروح في نرجسيته مشلولا في قدرته على التفكير عبر الجرح وضغطه. فخطابه المزدوج والواقف على ضدين ـ خطاب حسن حنفي أنموذجا ـ يشي بأنه ليس مجروحا فقط بل يستبطن جارحه فيه حد الذهان. فرغم أن الفاعل في سورية هم الناس على مشاربهم ضد النظام على أذرعه، فكأن صفا من المثقفين العرب العاجزين أو غير الواثقين بقدرتهم على فعل أي شيء ينفي قدرة الفعل عن الشعب السوري ومنظماته المدنية وينسب نشاطهم إلى “الأمريكي” و”الغربي” الذي ينشط ويغذي وينظم المظاهرات ويموت في الشوارع والمساجد! قد نرى مواقفهم المناوئة للثورات الشعبية واتهامها بالتحرك على إيقاع أمريكي نوعا من إسقاط عجزهم هم على الذات العربية وإلقاء الفعل على عاتق قوى خارجية! ولأن هذه القوى المتخيّلة هي هي سبب الجرح الأول، فلا مناص من معاداتها. ومعاداتها هنا تعني شتم الناس المتحركة ضد قامعها ـ النظام البعثي أو اليمني أو القذافي ـ والمنافحة عن أسوأ الأنظمة وأسوأ القادة، ما دامت تعتبر “صناعة وطنية”! أما أرواح السوريين وأحلامهم وتطلعاتهم وحرياتهم فلتذهب، في معمعان هذا الذهان، إلى الجحيم!

يتجلّى في مواقف مثقفين آخرين، وبوجه خاص في القطرين السوري واللبناني وفي أوساط الفلسطينيين في إسرائيل، لون آخر من ألوان العصاب الجماعي، وهو التمسّك بالأب وسلطته مهما يكن. فطرابيشي يُشير إلى مفهوم النظام الأبوي الذي كاد أن يمثّله عبد الناصر بالنسبة لقطاع كبير من مثقفي تلك الحقبة. ويبدو أن النظام الأبوي القائم في مواقع عديدة من العالم ـ كوبا وإيران وكوريا الشمالية مثلا ـ لا يزال قائما في المنطقة العربية داخل الأقطار وبينها. وأمكننا أن نرى في مواقف بعض المثقفين العرب في مثلث سورية لبنان فلسطين ـ مَن ينافح عن النظام في سورية باعتباره نظاما أبويا يرمز إلى سلطة الأب الطبيعية ويتمسّك بها لئلا تذهب الطمأنينة وتحلّ الفوضى! وهو ظاهر بجلاء في تلك الخزينة المكدّسة من الادعاءات التي تهددنا وتتوعدنا في حال رحيل نظام الأسد الأب والإبن! وهم يرددون سلسلة لا تنتهي من التهديدات التي ستعمّ سورية والمنطقة في حال رحيل النظام. وهي تعكس خوف الفرد من موت أبيه ـ فرويد ـ وذهاب الطمأنينة بذهاب سلطته. وفقط العُصاب ذاته والذهان المتطوّر عنه يُمكن أن يفسّرا كيف يُمكن التمسّك بالأب العنيف والقاتل والمغتصب الذي يمارس سفاح الأقارب، أو كيف يُمكن لمتدين أصولي أو علماني ملحد، لقومي أو ماركسي أن يقفوا صفا واحدا منافحين عن نظام عربي فاسد من قبل ومن بعد! مثل الفتاة التي يعنّفها أبوها فتزداد تمسّكا به وبسلطته وتنافح عنه وتبحث له ولسلوكه عن أعذار ومبررات! أو مثل الزوجة التي يسومها بعلها العذاب فما تزداد إلا فخرا به واعتزازا، على الأقل أمام الأهل والجيران والأغراب!

في اللحظات الوجودية قد ينكفئ العربي إلى تعظيم ذاته المنتهكة حتى النخاع أو “سلطته” ومَثْلًنتها في إطار السعي إلى استعادة التوازن والطمأنينة والخروج من تحت أنقاض النكسات والرضّات. وفي هذا الفعل سلوك إنكاري واضح يتأتى من العجز عن المواجهة وتفضيل قلب الواقع القاسي إلى واقع هو الأفضل الذي يُمكن أن يحلم به. وتنشأ في حمأة هذه الأفعال أفعال أخرى مثل “العقلنة” وإنشاء خطاب يبرّر الواقع الأليم ويقيّمه كوضع “طبيعي” وجدّ طبيعي” لأن من “حق السلطة أن تفرض سيادتها بالدبابات وغيرها” أو على نسق “لكن الغرب فعل أبشع من هذا بكثير في احتلالاته للعراق أو أفغانستان”! خطاب يكشف مدى إلغاء الذات العربية أمام القوة والسلطة!

ومن مظاهر العصاب العربي الذي كشفته الثورات ذاك الاعتقاد الراسخ بوجود “مؤامرة” ما تُحاك في كل زمان ومكان ضد العرب. ومن هنا تقصر الطريق إلى تمثيلات وإرهاصات وإلى غيبية مطلقة. وتكاد المؤامرة تطالعنا من كل تحليل ورصد وقراءة. ولأننا كعرب مستهدَفون فلا بدّ من الوقوف في وجه المستهدِفين. كتائب من المثقفين تقول بالمؤامرة وتتمترس في مواقعها مستحكمة لا تفقه شيئا سوى تحذيرنا من ألف خطر مُحدق ومن مشروع مؤامرة تلو مؤامرة. ويصير المثقف هنا مقاولا لتعداد ما يعتقده مؤامرات على مدّ النظر، أو محترفا في تحليل السياسات الأمريكية دون أن يكون قرأ كتابا واحدا أو مقالا أكاديميا واحدا عن السياسة الأمريكية ومواقع صنع القرار فيها! ضرب من ممارسة مثقفين للشعوذة على غرار طقوس طرد الجنّ وإبعاد الشياطين. فلا يختلف شيوخ الفتاوي عن أساتذة جامعيين، ولا يختلف كلام رجال الدين الشعبويين ودجلهم عن كلام الماركسي المعقود لسانه بكلمة الإمبريالية والاستعمار!

على نحو ما، كشفت الثورات العربية من حيث هي حدث تفجيري لمبانِ وأنساق وذهنيات، الحالة العربية المستعصية وأزالت طبقة كاملة من الستائر الترابية عن هذه الحالة التي لا ينفكّ يشي بها مثقفون رازحون تماما تحت ردم الرضّات وأنقاض النكسات. لقد بينت قراءاتهم ونصوصهم أنهم لا يزالون حيث تركهم طرابيشي قبل نحو عشرين عاما، هياكل عظمية تسكن كهوفها وقد استطابت رائحة العفونة والخواء. فأتى كلامها في الثورات خواء أو فقاعات تطير في الهواء. فما أشار إليه طرابيشي في كتابه آنف الذكر من عوارض تشي بحالة العرب من عُصاب وذهان لا تزال قائمة بكثافة. والأسئلة الحاثّة التي طرحها في خاتمة كتابه آملا في خروج المثقف العربي من جرحه والعربي من انكساره، فقد أجابت عليها بنجاح الثورات بشقها المدني واللاعنفي، بخطابها وعفويتها، بحلمها وتنظيماتها غير التقليدية. هذا، فيما اتضح، وبالذات في أوساط المثقفين، أن بعض نواحي الحالة العربية التي فكّكها بألمعية ـ الماضوية وخطف الحياة من واقعها إلى فناء الجامع والنص الديني الأسطورة وشعور التيتّم من الآباء ومن الأيديولويجيات ـ قد تدهورت تماما فانتقلت بطبقات من المثقفين من حضيض إلى حضيض. فما أصابنا منهم في خريف أعمارهم ونهاية أشواطهم سوى عَقْلَنات أو تبريرات لمشهد الشعب السوري القتيل بنار دبابات دفع ثمنها من جيبه وحريته وكرامته. إذ ذاك، يبدو أن الجرح النرجسي العربي وليس “الثورات” هو الأكثر فاعلية وإنتاجا لأنساق وأفكار ومعايير وأحكام وتصورات العربي للعالم. وقد كتبتّ مرة أن الأنساق في الثقافة العربية تجهض المعرفة وهو ما كان قاله برهان غليون على طريقته عندما قال: العقلية العربية تُجهض العقل! ومن هنا خطر انقضاض “مثقفين” لا سيما مواليد الحقبة الماضية أتباع “الحرس الثوري” العربي القديم على الثورات ومكتسباتها وبالأخص انطلاقها من عقال الأيديولوجيات البائسة أو الرازحة تحت عوارض الجرح النرجسي والعصاب الجمعي العربي. “عقلية” عربية تصادر العقل وتغتاله كل يوم فيما تنتظر سرايا المثقفين على قارعة الفضائيات أو هوامش الصحف لـ”عقلنة” فعل الاغتيال هذا!

(دالية الكرمل- تموز 2011)

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

2 تعقيبات

  1. سيبقى الأسد في عرينه.. وسيصل الفرات زئيره والنيلَ !

    بأي كتاب تقرأون؟ وبأية آذان تسمعون؟ وبأية عيون تنظرون؟ وبأي نبي تؤمنون؟ وأي رب تعبدون؟ ولأي أجندة تعملون؟ وبأي عقلية تفكرون؟ وبأية مباديء تؤمنون؟ ولأي هوية تنتمون؟ وفي أي عالم تعيشون؟ وفي أي كوكب تقطنون؟ ولأي سبط تنتمون؟ ولأي جد ترجعون؟ وبشربعة من تأخذون؟ وأية قوانين تسنون؟ ولأي هدف تصبون؟ ومن أية طينة جبلتم؟ ومن صلب من أتيتم؟
    أين بداياتكم ونهاياتكم, فتصدقون أكاذيب الفضائحيات وشهود العميان وفبركات الإعلام وتضليل وتشويه الحقائق وقلبها, فترون الحق باطلا والأسود أبيضَ والعدو صديقا والكذب صدقا والشيطان ملاكا والجلاد مخلصا والثعلب حملا وديعا والفاسد نقيا والظلام نورا والشر خيرا والسوط طوق نجاة والبكاء ضحكا والعواء والمواء زئيرا ونقيق الضفادع هديلا والشهود العميان شهود عيان والسفاهة شهامة والتضليل تعليلا ودليلا والخداع حقيقة والنذالة رجولة والعنف أسلوبا والرجعية العربية حليفا وأمريكا مثالا وأوباما حبيبا وكاميرون صديقا والحريري أمينا والسنيورة خليلا وكلينتون أميرة وميركل عزيزة والسعودية نبراسا والتدمير والخراب مشروعا وللأعداء سندا وعونا.
    كيف تلتقون معهم وبهم جميعا؟ وتصبون إلى نفس الهدف وتحقيق نفس المشروع وتنفيذ نفس المخطط, وبالتالي تتناغمون وتضحكون معا وترقصون على نفس الإيقاع, إيقاع أمريكا والغرب والرجعية العربية ومجلس التعاون التهاون الخليجي والجامعة العربية العبرية وأوباما “وشو هالأوباما” وكلينتون وأشتون وسوزان رايس وبانكيمون بانكينوم وهنري برنارد ليفي وساركوزي وألن جوبيه وميركل وبرلسكوني والحريري والسنيوره وجعجع ورفعت الأسد وعبد الحليم خدام وكل 14 آذار والسعوديه وقطر والبحرين ولا تنسوا أيضا نتنياهو وليبرمان وبيرس وكل أشرار العالم.
    ألم تشتموا بعد رائحة المؤامرة الشرسة وهذه الحرب العالمية على سوريا؟ إنها حرب حسم خيارات وإيرادات وتقرير مصير الشرق الأوسط؟
    إما خنوعا واستسلاما وإما شموخا وعزة
    ألم يضيء لكم الضوء الأحمر كل من جورج غالاوي وغسان بن جدو وجورج قرداحي وناعوم تشوماسكي وغيرهم من شرفاء هذا العالم؟
    ولكن أقولها لكم قول الواثق يقينا وحتما وجزما, أنكم ستبكون معا وستنهزمون جميعكم والمؤامرة ستفشل وسوف تجرون أذيال خيبتكم وسيبقى الأسد في عرينه وسيصل الفرات زئيره والنيلَ وستثبت لكم الأيام زيف ادعاءاتهم وفبركاتهم وأكاذيبهم المفضوحة وسيتبين لكم زيف ما ترددونه رداحين وقوالين لفضائحيات الهلوسة والفبركة الإعلام

  2. جميل جدا.. وأود أن أضيف أنه يمكن فهم ما يحدث أيضا على أنه ثورة على النسق الفكري الذي ساد في أوساط بعض المثقفين في الفترة الماضية، الذين كانوا يرون أنه لا مجال لحدوث تغيير في العالم العربي دون تغريبه ولم تكن بوصلة هؤلاء تشير إلا نحو أوروبا والثورة الفرنسية خصوصا.. هؤلاء وقفوا ولا يزال كثير منهم موقف المتفرج أو الناقد لما يحصل، وربما أوضح مثال على هؤلاء هو أدونيس، الذي حمل مقال له تماما ذلك الطابع المؤامراتي في تفسير الثورات، مشيرا إلا أنها محاولة أمريكية لدرء النفوذ الصيني في المنطقة!!

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>