أخبار ثقافية: سلمان ناطور في عمان ومحمد علي طه في كفرياسيف

|خدمة إخبارية| سلمان ناطور: التواصل الثقافي يكون بين &# […]

أخبار ثقافية: سلمان ناطور في عمان ومحمد علي طه في كفرياسيف

|خدمة إخبارية|

سلمان ناطور: التواصل الثقافي يكون بين “الأنا” والآخر أما بين “الأنا” و “الأنا” فوحدة وتلاحم

الكاتب سلمان ناطور في عمان

الكاتب سلمان ناطور في عمان

عمان- “تفانين”- افتتح البرنامج الثقافي الذي أعده اتحاد الناشرين الأردنيين لمعرض عمان الدولي للكتاب (المعرض الثالث عشر) في قاعة المحاضرات على ارض المعرض بمحاضرة للأديب الفلسطيني سلمان ناطور عن الثقافة الفلسطينية في الداخل أمام جمهور من المثقفين والكتاب ورئاستي اتحاد الناشرين العرب واتحاد الناشرين الاردنيين وزوار المعرض.

قدم المحاضر الضيف الأديب والناشر فتحي البس صاحب دار الشروق مستعرضا سيرة ناطور الأدبية وانتاجه المتنوع وتوقف عند ثلاثيته الأخيرة “ستون عاما. رحلة الصحراء” الصادرة عن دار الشروق، وقال في معرض حديثه عن الكتاب ومفكرة أبي محمد أحد أبطال الكتاب: “عظمة كتاب سلمان ناطور انه لم يترك ما في المفكرة ملكا لابي محمد، انه يجعله ملكا لنا جميعا، ولاولادنا واحفادنا، فنقرأها لترتيط ذاكرة من ظل في الوطن بذاكرة من خرج منه، و جميعهم يرتبطون بالمكان وبالتوق للعودة، وبالحنين الى ما كان عليه، لعل الجميع يستطيعون في مقبل الايام ان يعيدوا للمكان هويته و جماله و حياته السعيدة .
“ابدع سلمان ناطور في كتابه بجعل الذاكرة الفلسطينية ممتدة وحية ونابضة، أبطل مقولة بن غوريون (الأباء يموتون والأبناء ينسون) لذلك يقترب أحفاده الصهاينة، الذين إطمأنوا بفعل قوتهم الى تلك المقولة، من الجنون، فهاهم يشنون الحرب على الذاكرة الفلسطينية من خلال قوانين عنصرية فاشية تهدف الى منع الذاكرة الفلسطينية من الإشتعال المستمر الذي يحرق إنتصارات دخلاء، لا ماض لهم في بلادنا، و لا مستقبل مهما طال الزمان “.

ثقافة المنفى

إفتتح سلمان ناطور محاضرته بالحديث عن حالة الحصار الثقافي التي يعانيها الفلسطينيون في الداخل (فلسطينو 48) منذ النكبة إذ أغلقت بواباتهم إلى العالم العربي وأصبحوا في شبه عزلة تامة عن ثقافة أمتهم العربية، وتعاملت معهم الدولة الصهيونية ليس باعتبارهم مجموعة قومية وجزءًا من الشعب الفلسطيني بل أقليات طائفية ودينية في محاولة لنفي جوهر وماهية وجودهم على أرضهم وفي وطنهم. وعمدت إلى طمس هويتهم القومية والثقافية وإلى أسرلتهم بفرض الثقافة اليهودية الصهيونية وتعليم الأجيال التي طبقت عليها مناهج تعليم رسمية الأدب اليهودي وأدبيات شعراء مثل بيالك وعجنون وتشرنيخوفسكي ولكنها لم تدرّس شعر الفلسطينيين أمثال إبراهيم طوقان وعبد الرحيم محمود وحتى الشاعر أبو سلمى (عبد الكريم الكرمي) الذي عاش في حيفا وشرد منها عام 1948 وكان بيته يبعد حوالي خمسين متراً عن المدرسة التي تعلم فيها ناطور.

وأكد أنّ هذه السياسة قوبلت برفض ومقاومة بنشر الثقافة الفلسطينية خارج مناهج التعليم وبالحفاظ على اللغة العربية والتمسك بالأرض والوطن والثقافة والهوية. والتأكيد عليها شعرا بما قاله محمود درويش: “سجل أنا عربي”، وبما يردده كل فلسطيني في الداخل: نحن جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني والأمة العربية. من ناحية أخرى اعتبر العالم العربي هذه الثقافة الفلسطينية جزءًا من الكيان الإسرائيلي وتعامل معها باعتبارها شأناً إسرائيلياً ما ساهم في حالة الانقطاع المنفوية إلى أن بدأت أوساط وطنية وقومية عربية تدرك أننا حقاً جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني والأمة العربية.

وقال ناطور إنّ هم الثقافة الفلسطينية في الداخل هو الهمّ الفلسطيني بشكل خاص والعربي بشكل عام. مضامين هذه الثقافة هي حياة ومعاناة وأحلام الإنسان الفلسطيني وتطلعه إلى مستقبل أفضل. وهي تلتقي مع الثقافة العربية في فضائها الواسع ونلاحظ في السنوات الأخيرة أن هناك مشاريع تواصل ثقافي فلسطيني فلسطيني أو فلسطيني عربي.

ومع أهمية فكرة هذا التواصل إلا أننا نريد أن نتجاوز مرحلة التواصل لننتقل إلى مرحلة أعمق وأشمل وهي وحدة الثقافة الفلسطينية العربية، لأنّ التواصل يعني تواصل (الأنا) بالآخر وبالنسبة لنا، العربي ليس هو الآخر، العربي في فلسطين وفي أي موقع في الوطن العربي هو الأنا، فلا يتواصل الآنا بالآنا، العربي الثقافي، بل يتوحّد معه ويتلاحم به، بغضّ النظر عن الحدود السياسية وعلاقات الأنظمة.

ذاكرة الأدب

في معرض استحضاره لتاريخ الثقافة الفلسطينية توقف سلمان ناطور عند ما أسماه ذاكرة الأدب والثقافة، أي ما كان في فلسطين قبل النكبة خلافاً لما نشرته الأدبيات الصهيونية وأصبح جزءًا من روايتها (وهو أن فلسطين كانت صحراء قاحلة ومستنقعات وأن دور اليهودي القادم إليها هو إحضار الثقافة الغربية الأوروبية المتطورة إلى شرق عربي متخلف أي أن اليهودي يقوم بمهمة تاريخية حضارية ومشروعة والاستيطان ليس كولونيالا بل هو حضاري وحداثي. وفند ناطور هذه البدعة بالحديث عن المدينة الفلسطينية قبل النكبة مشيراً إلى أن هذه المدن ازدهرت فيها حياة ثقافية راقية وصدرت عشرات الصحف في حيفا ويافا والقدس، وانتشرت المراكز الثقافية والنوادي الرياضية فيها (في حيفا بلغت قبل النكبة 59 مركزاً ونادياً وجمعية) ونشأت في فلسطين حركة ترجمة من اللغات الأوروبية إلى اللغة العربية، كذلك أصبحت هذه المدن ملتقى لمبدعين من مصر وسورية ولبنان والعراق حيث أحيا فيها كبار الفنانين حفلات غنائية وموسيقية بينهم فريد الأطرش وأم كلثوم التي أطلق عليها كوكب الشرق في حيفا على اسم المقهى الذي كانت تغنى فيه، كما قام الفنان المصري الكبير يوسف وهبي وفرقة رمسيس بتقديم عروض مسرحية في هذه المدن، ودرّب فرقتي مسرح فلسطيني في حيفا وعكا.

وأكد ناطور أنّ العودة إلى هذه الذاكرة، ذاكرة الثقافة والأدب، هي مركب أساس في صياغة الرواية الفلسطينية وفضح الرواية الصهيونية التي تزيف تاريخ فلسطين والشرق العربي.

في الجزء الأخير من محاضرته توقف ناطور عند مشروعه لتوثيق الذاكرة الفلسطينية أدبياً قائلاً: أنا لست مؤرخاً ولا أبحث عن الحقيقة ولا الموضوعية لأنّ هذه هي مهمة المؤرخين الأكاديميين بأدواتهم العلمية، بل أنا كاتب أبحث عن الذاكرة الحية، وعن الناس الذين عاصروا النكبة، أنا يهمني تعاملهم مع ذاكرتهم ومع سيرهم الذاتية، ومع أحاسيسهم إزاء ما حدث لهم، وعندما بدأت قبل ثلاثين عاماً بتوثيق هذه الذاكرة رفض هذا الجيل الحديث أولاً لأنه كان مسكوناً بإرهاب الحاكم العسكري  الإسرائيلي وثانياً لأنه لا يريد أن يفتح جراحاً عميقة، النبش في هذه الذاكرة وفر لي إجابة قاطعة على سؤال كان يربكنا نحن الجيل الذي ولد بعد النكبة وهو: كيف حدث التشريد وتحول أكثر من 650 ألف فلسطيني إلى لاجئين في مخيمات اللجوء والمنافي. الجواب: إن فظاعة المجازر التي ارتكبت في كل بلدة فلسطينية هي السبب في هذا التشريد. وقد لجأت القوات الصهيونية إلى طريقة منهجية لتشريد الناس بأن ترتكب مجزرة عند دخولها بلدة فلسطينية للتخويف والدفع إلى الخروج.

واختتم سلمان ناطور بتقديم حكايات من كتابه الأخير “ستون عاماً/ رحلة الصحراء” عن ثلاث شخصيات اعتبرها تمثل الإنسان الفلسطيني في مرحلة التشرد والنكبة وهي: أبو صلاح الذي كان يخفي جراحه ومعاناته بنكاته وسخريته والدبكة الفلسطينية مع الكوفية. وعبد الحسن البطل الذي قاوم الانجليز وقام الضابط الإنجليزي الذي مارس الجريمة إلى درجة الجنون بقتله أمام ناظري أمه التي مارست الأمومة إلى درجة الجنون. والشخصية الثالثة هي شخصية الشيخ عباس الذي كان يحلم بإسقاط طائرات العدو، الإنجليزي ثم الصهيوني، ولكن أكله الضبع لأنه فقد ذاكرته.

وقد أثارت المحاضرة أصداء ايجابية ومؤثرة وعقب عليها عدد من الحضور بثناء واقترح رئيس اتحاد الناشرين العرب الدكتور محمد عبد اللطيف أن يتبنى اتحاد الناشرين مشروعا لنشر سلسلة من الكتب عن الذاكرة الفلسطينية لتعريف القاريء العربي بالرواية الفلسطينية كما سردها المحاضر وبخاصة الحكايات والقصص عن حياة المجتمع الفلسطيني وذاكرته الحية.


“سيرة بني بلوط” في مؤسسة محمود درويش في كفر ياسيف

الكاتب محمد علي طه

الكاتب محمد علي طه

كفر ياسيف- “تفانين”- بدعوة من مؤسسة محمود درويش في كفر ياسيف ، أقيمت يوم الخميس الماضي في مقر المؤسسة- بيت محمود درويش في كفر ياسيف، ندوة أدبية حول رواية سيرة بني بلوط للأديب محمد على طه.

تولى عرافة الندوة وافتتحها مدير المؤسسة الكاتب عصام خوري الذي تحدث عن نشاط المؤسسة والبرنامج الثقافي الشهري الذي أقرته المؤسسة.. ومعتبرا أن هذه الندوة هي  افتتاحية النشاط  الثقافي الذي أعلن عنه، وأضاف الخوري: نحن الآن بصدد اصدار بيان نعلن فيه عن افتتاح كلية خاصة بالطلاب المتفوقين.

الدكتور رياض كامل تطرق في كلمته إلى العديد من الجوانب الفنية والفكرية التي رآها في رواية “سيرة بني بلوط” ، وقال إن توظيف صاحب الرواية  الكاتب محمد على طه للتراث الفلسطيني، وانحيازه لطبقة الفقراء والفلاحين، والامثلة الشعبة، وتبسيطه للغة، أفاد عمله الأدبي والروائي من الناحية الفنية الدرامية كثيرا، وجعله يجمع مابين الواقعية الاشتراكية والرومانطيقية في آن معا. وقد توقف الكامل عند العديد من محطات شخوص” بني بلوط ” ومقارعتهم لظلم المستعمرين الانكليز الذي أخر شعبهم الفلسطيني عن مواكبة التطور الطبيعي والتاريخي.

أما الكاتب المحتفى به محمد على طه، تحدث باسهاب عن علاقته ومعرفته العميقة لشخوص الرواية وأبطالها التي بدونها ما كان بالامكان كتابة هذا العمل الأدبي  بالصورة التي تبلور بها كاشفا من خلال ذلك عن المخزون التراثي والثقافي لشعبنا الفلسطيني وثورته سنة 36.


المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>