الصّمتُ لا يختار من يَختارُهُ/ صالح أحمد

كفٌّ على زبد المحيطِ، وأختُها في النّارِ، بَينَهُما نَما شبَحُ الحياة../ ماذا يُعادِلُ غيمَةً ما أمطَرَت إلا على وهج الشّفاه؟

الصّمتُ لا يختار من يَختارُهُ/ صالح أحمد

|صالح أحمد|

لا عُمقَ للصُّوَر

موجٌ… وحدُّ الرّملِ طَقسٌ للتّشظّي

لا ظلَّ في الصّحراءِ.. لا زَبَد..

للباحثينَ عن الصّدى تَتَناسَخُ الدّوائِر.

ملاّحنا في تيه..

ملاحنا ما عادَ يدري كيفَ تُختارُ السّفينة!

قبطانُنا شُلّت أصابعه الأمينة!

لا صوتَ.. لا أصابع..

العنقُ تكفي للإشارة!

وشراعنا تقتاده الرياحُ والأشباح..

فالموجُ لا يختارُ مَن يَختارُهُ؛

الموجُ لا يرتاحُ من أدوارِهِ؛

الموجُ فينا يَعشَقُ انكِسارَه..

لا ظلّ للزّبد..

والأفقُ طَلْسَمِيّ؛

الأفقُ لا يختارُ مَن يَراه؛

بابًا إلى الأبد.

ملاّحنا الأمير؛

يستلّ سيفَ العَتمِ ينسى كيفَ تُقتَحَمُ المَواجِع!

لا صوتَ.. لا أصابِع!

يمضي بنا خلفَ الصّدى..

لا.. لم نكُن ننسى..

لكنَّ طقسَ الصَّمتِ يُغري بالتّناسي..

والسّيفُ ينتظِرُ التماعًا ليسَ يأتي…

السّيفُ عربَدَ في الدّجى..

والصّمت يأتي بالإشارة!

الصّمتُ جبّارٌ ضرير

الصّمت يصنَعُ بالتّذَكُّرِ مُتعَةً ؛

تكفي لكي تبدو الدّوائِرَ شارِعا،

والرّيحُ مرحَلَةً وبابا..

الصّمتُ لا يختارُ من يختارُهُ

السّرُ يكمنُ في عيونِ الناظِرين..

الصّمت لا يختارُ لك.

الصّمتُ جبّارٌ ضرير؛

يُلقيكَ في قَلبِ المدى؛

الكلُّ يدنو مِنكَ، يبدو فيكَ.. لكن لا تَراه!

فخُطاكَ شلّتها خُطاه.

سُحقًا وبُعدًا للرّؤى:

كفٌّ على زبد المحيطِ، وأختُها في النّارِ، بَينَهُما نَما شبَحُ الحياة..

ماذا يُعادِلُ غيمَةً ما أمطَرَت إلا على وهج الشّفاه؟

فإذا التَقى قلبانِ؛ قُل عاشَ الصّدى، والصّمتُ تاه..

هي لذّةُ الغَيثِ انبِعاثُ الدّهشَةِ الكُبرى تَعَشَّقَ لونَها عينٌ وفَم.

والموتُ ينهضُ في ضمائِرِنا شُروقا..

سَنُعيدُ تَعريَةَ الظّلام.

(عرابة البطوف)


المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>