حكاياتٌ موارِبة/ خليل ناصيف

لا زلنا نكرر خطأ ساندريلا، بفرق أن الجنية الطيبة أصابها الملل ولم تعد ترغب بممارسة السحر. عقارب الساعة تسمَّرت على منتصف ليلنا منذ زمنٍ طويل

حكاياتٌ موارِبة/ خليل ناصيف

|خليل ناصيف|

حكايات مواربة

حكايات الطفولة ترافقنا طويلا

تسرقنا وتأخذنا بعيدًا

ماذا لو سرقنا مرة الحكاية وكتبناها من جديد، وتركنا أبوابها مواربة؟

فربما الحكاية لم تحدث أبدًا كما سمعناها.. فأحد منا لم يكن هناك..


عندما كنت طفلا طلبت مني المعلمة أن أغلق كتاب الحكايا قبل أن أنام كي لا تهرب منها جنيّةٌ ما وتسرقني. وعندما كبرت حتى الطفولة، غفوت في المكتبة ونسيت جميع الكتب على الرفوف مفتوحة..


ساندريلا

ساندريلا قضت وقتا طويلا تنتظر حدوث معجزة ما كي تذهب لحفلة الأمير بدلا من تكسير المقشة على جسد زوجة أبيها. وعندما حدثت المعجزة، أضاعت الوقت في الخوف والنظر إلى الساعة.. تلاشى السحر في منتصف الليل لأن خوف ساندريلا كان أكبر من أحلامها. لا زلنا نكرر خطأ ساندريلا، بفرق أن الجنية الطيبة أصابها الملل ولم تعد ترغب بممارسة السحر. عقارب الساعة تسمَّرت على منتصف ليلنا منذ زمن طويل.


سنووايت

في سنووايت والأقزام السبعة كان هناك قزم ثامن لم يسمع به أحد. كان يتسلل إلى أحلامنا ويذكرنا دائما بخطورة قضم التفاحة الحمراء. القزم الثامن يخدعنا جميعا في كل مرة، ويلتهم التفاحة لوحده.


ليلى والذئب

هناك ذئب افترس ليلى. لكنهم قتلوه وأنقذوا ليلى! كنت صغيرًا وكرهت الذئب.

هناك ذئب افترس راوي الحكاية. افترس الحكاية. الذئب نزع عن نفسه الفراء وارتدى بدلة وربطة عنق والتهم جمهور الحكاية. جمهور الحكاية لا يزال منبهرًا بالعطر وربطة العنق ويصب اللعنات على ذئب ليلى.


مسرح الدمى

وجوه لطيفة ابتسامتها مرسومة بإتقان

عشقت الابتسامة

حلمت الابتسامة

قبلت الابتسامة

أنا في مسرح الدمى أعانق دمية محشوة بالفراء.. والكاذيب.


سيدة الفطائر

أحبك حين يتواطؤ معك السكر فيكون يومك فطائر محلاة، وأحيانا محترقة، وكل عابر لزمنك وحظه.

ليتني قنعتُ منك برائحة حلواك وبقيتُ على الحياد.


صورة

ابتسامتك في الصورة كانت ملائكيةً جدًا، بريئةً جدًا.

حماقات كثيرة ارتكبتها معك قبل اكتشافي أنني عشقت

صورةً لا تشبه صاحبتها أبدًا.


عطر

له حضنك الدافئ والعطر والقبل، ولي زجاجات العطر الفارغة ومعطفي المبتل تحت المطر

له أنت ولي ابتسامتك الكاذبة في الصور.


ابتسامة

حين ابتسمتِ تبعثر السكر على قلبي وياقة القميص. قلبت طاولتي ورقصت تماثيل الثلج حتى الاحتراق حبًا.

حين ابتسمت تبعثر السكر في بؤرة اللحظة فماذا أبقيت لبرد الأيام القادمة؟


رواية

ما أصعب أن تكون عاشقًا لمن يكتب روايته على جثتك بدمك

ما بال الحب هذه الأيام جارح النهايات؟

دروبه مفروشة بشظايا مصابيح الأمس

نمشيها حفاة

أمامنا وجع من سبقونا

وخلفنا ألم أحمر تعمى عنه عيون الآتين بعدنا.

حين يراكَ الراوي مجرد كومة من كلمات

أهربْ قبل أن تطبق عليكَ دفتي الرواية.

(رام الله)


المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>