طابَتْ بِكَ الدُّنيا/ علي نصوح مواسي

|علي نصوح مواسي| للبَهجَةِ شُهورًا قليلاتٍ مُتألّقاتٍ ب […]

طابَتْ بِكَ الدُّنيا/ علي نصوح مواسي

|علي نصوح مواسي|

ali-mawasi-qadita


للبَهجَةِ شُهورًا قليلاتٍ مُتألّقاتٍ براءَةً ووداعةً وتوقّدا،
لهُ، وهوَ اختصارُ اللّذّةِ ومتعَةُ اكتناز الطّفولَةِ بين ذراعينْ،
لهُ وهوَ حُبّي وَدفءُ الدّفقِ في قلبي، ووترُ السّكونْ..
لابن أختي الجميل، جميل..

يـا غِنـوَةً وُلِــدَتْ بِدفــــقِ النّــــورِ *** سَكِرَتْ بها الأكوانُ خَـمْــرَ حُـبـــــورِ

الشَّمسُ والأقمـارُ حــيــنَ تَدَفَّـقَــتْ *** فاضَـتْ ضِيًا، مِن رجفَــةِ المَسحــورِ

الـبَسْــمُ نَظــمٌ وارتِحــالُ قَصــيــدَةٍ *** منْ شَـجْــوِ بَحــرٍ لابتهــالِ بُـحــــورِ

والخَــدّ نَسْــجُ اللهِ يَــــرْوي بِدْعَــةً *** مــن لـيـنِ غَيْــمٍ وَانســدالِ حــريـــرِ

منكَ البراءَةُ في العيونِ تَصَوْمَعَـتْ *** تَحكي التِمـاعَ الطّهرِ فَيْــضَ نُشــورِ

صوفيّةُ الصّلـواتِ تَخشَـعُ خُضــرَةً *** نـاجَــتْ فَحـاكَـــتْ قُـــدرَةَ المَـقــدورِ

سَكنت لَكَ الأرواحُ، حينَ تَمَوْسَقَتْ،*** تَـنهيــدَةُ المُرتـــاحِ، بَـــوْحَ سُـــرورِ

ماسَتْ غصـونُ النّفسِ إذْ أجّجـتها *** نَغَمًـــا هـديـلاً حـاكَ صُبــحَ طُــيـــورِ

الشّجــوُ إيقــاعُ البلابِــلِ، رَجْـعُــهُ: *** ترتـيـلُ نـايٍ في فضــا الشّــحـــرورِ

والضّحكُ أَسـرابُ الحمائِـمِ غَزْلُهـا *** زَجَــلٌ يُـجـاري غِـنْـــوَةَ العُصـفـــورِ

يـا حُســـنَ أهـدابِ الجليـلِ كحـيلـةً *** بالـوَرْدِ مـن رَوْضِ المثـلّـثِ، جـوري

جــادَ الرّبيــعُ حيـنَ صَــبّ رحيقَــهُ *** نـــوّارَ لَــــوْزٍ فــي دِنـــانِ زُهـــــورِ

نَبَتَتْ طيوبًـا مِـنْ طــريّ عظـامِــكَ *** خُمِرَتْ بهـا الأَنفـاسُ كـاسَ بَـخـــورِ

خُلّصْتَ تِبـــرًا من لُجيـــنٍ لُــؤلــؤٍ *** سَكَـبَ الصّـفـاءَ فـي ثـغـــورِ بــــدورِ

حُلَلُ البياضِ بلاغُـهـا، وَسُــكونُها *** قَـبَـــسٌ عَـــذوبٌ مـن شـفــاهِ غَديـــرِ

يــا غنــوَةً وُلِــدَتْ بِدَفْـــقِ النّـــورِ *** سَكِرَتْ بها الأَكـــوانُ خَمــرَ حُـبـــورِ

ما بــالُــهـا هــامُ المــدادِ تَرَقَّــقَـتْ *** حيـنَ الكـلامُ يخــطّ فيــكَ سُـطـــوري

لكأنّكَ وَحْــيُ الــقَــداسَــةِ طــالِـــعٌ *** مـن آيِ يَــعْـــرُبَ أَوْ رتـيــلِ زبــــورِ

دُمْـتَ الملاكَ والجَـمــيــلَ تَوَهّـجًــا *** نَـــزَلَ الــفـــؤادَ، مــحــلَّـــةَ البَلّـــورِ

طـابَتْ بِـكَ الـدّنـيا كأنّهــا بَــعـــدَكَ *** رِفْـــعَـــةُ الـــفِـــرْدَوْسِ مَـــدُّ دُهـــورِ


المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

5 تعقيبات

  1. شوارب، جربت ريحة الشلاطيف لما بتيجي عالشوارب؟ اشي رح تحبو
    علي، خلصت حكي؟ شعرك ممل زي تعليقك، ليش تنحمق يعني، تيك ات ايزي، ضلك جرب، بالآخر بتزبط..

  2. تحيّاتي سيّد ” شلاطيف “،

    بجميع الأحوال، شكرًا للمروريّة والتّعليق، وإن كان في مفرداته إسفافٌ غير قليل، كنت أتمنّى أن تكون مفرداتك أرقى، لكنني سأفترض ذلك لأدفع نفسي إلى الردّ، فأحيانًا الملاحظات تفتح أبواب للتساؤل والنّقاش، والرّدّ عليها يقصد به أحيانًا غير المعلّق، من باب تعميم الفائدة واستثارة العقول.

    أوّلاً، أكتب ما يصطلح على تسميته بالشعر الحديث، تفعيلةً ونثرًا، مع أنني لست ممن يعتبرون ما يسمى ” بقصيدة النثر ” شعرًا.. وجلّ نصوصي الشعريّة تنتمي إلى شعر التفعيلة الحديث، ولا أشعر بأنني عندما أكتب الشعر العموديّ أكون قد عدت إلى الماضي، أو خرجت عن جادة الحداثة، وذلك لأسباب موضوعيّة كتابيّة ونفسيّة ذاتيّة، لا مقام لشرحها هنا بالتفصيل.

    ثانيًا: موضوع القصيدة، هو الطّفولة، لذا خانك فهمك في إدراك موضوع القصيدة، مع أنني أشرت إلى ذلك في المقدّمة، وهو موضوعٌ ليس بقديمٍ ولا بحديث، هو موضوعٌ أزليّ.. إنسان يصف مشاعره تجاهَ طفلٍ ثغيرٍ بريء ذكيّ.. إذًا فالموضوع ليس قديمًا.
    ومن باب القول: ” المعاني مطروحةٌ في الطريق، والعمدة على اللفظ “، فما من مواضيع حديثة في عصرنا، لأن القدماء طرقوا كل شيء، باستثناء الموضوعات العلميّة والاختراعات، وهي قليلاً ما تدخل في الشعر العربيّ كموضوعات مستقلّة، القدماء كتبوا عن الخمرة والحب والموت والجنس والحيوانات، ووصف الطبيعة، والشوق والحنين والبكاء واليأس والملل والمدن والشوارع ووصف الأطعمة، والفقر والمرض والخيانة، وكل ما يمكن أن تتخيله.

    إذًا فعن أي مواضيع ” حديثة تبحث “… العمدة على اللفظ.

    ثالثًا: ألفاظ قصيدتي ( قاموسها )، جميعه من المتداول اليوم في حيواتنا وسياقاتنا الثقافية واليومية، وهي ليست موحشة وغريبة.

    رابعًا: أنا شخصيّا، وجلّ النقّاد، لا نعترفُ بشاعرٍ لا يتقن الألوان الشعرية جميعها، قديمها وحديثها، وإن اعترفوا فذلك نادر، إذ لا يمكن الحديث عن شاعر لم يمرّ أو لم يستلهم ويقف ويتأثّر بالشعر العربيّ العمودي، بل وكتب فيه.
    درويس، وأدونيس، والقاسم، وأحمد مطر، والنواب، ونزال قباني، وأمل دنقل، ونصرالله، والبرغوثي، وطوقان، جميعهم كتب القصيدة العمودية، وحتى بدر شاكر السياب ونازك الملائكة.. ولم أجد أحدًا يهاجمهم لأنهم فعلوا ذلك.. فهاجمهم إذًا بالحجة والدراية وسعة الاطلاع لو قدرت، وأقنعنا بخطئهم.

    خامسًا: لا يوجد هناك قديمٌ وحديث، لأنّ كلّ قديمٍ كانَ حديثًا يومًا، وكلّ حديثٍ سيغدو قديمًا بعد حين، لهذا فهذان المصطلحان خاطئان، يمكنك أن تقول العمودي والحرّ.. أفضل اصطلاحيّا برأيي.

    سادسًا: تسمية الشعر القديم بهذا الاسم مغلوطة تمامًا، لأنّ القصيدة العموديّة كتبت ولا تزال في القرن العشرين، ابتداء من البارودي وشوقي ورامي، وانتهاء بالشعراء الشباب من أمثال تميم البرغوثي الذي له شعبية كبيرة بين الناس..

    سؤال: لماذا تجد الناس إلى اليوم تطرب للموشحات الفيروزية، والقدود الصباحية، والقصائد الكلثومية، والكلاسيكيات في أعمال عبد الوهاب وغيرهم، حتى أن بعض المغنين الشباب غنوا القصائد العموديّة، والأمثلة كثيرة.
    أليس يثبت ذلك أن القصيدة العمودية واكبتنا وعايشتنا وبقيت معنا ولم ستغن عنها العرب منذ وجدت..
    لماذا المتنبي لم يستغن عنها او أبو العلاء، أو شعراء الأندلس، وهم تفصلهم عن المعلقات الجاهلية مئات السنين ( 400 سنة بين امرئ القيس والمتنبي مثلاً ). لماذا لم يتهمه أحد حينها بالقدم؟!!!

    سابعًا: لو كان القديم قديمًا بالشكل الذي تصفه به، لماذا إذًا لا نتخلى عن القديم وننتهي منه مرة واحدة: لغتنا القديمة الموروثة، قواعد اللغة القديمة الموروثة، وكل قيمنا، وألوان جلودنا حتّى.. لماذا لا يقوم الشعراء بالاستغناء عن أوزانهم في قصائدهم، أليست هي من نتاج القدماء وتقعيد الخليل بن أحمد؟
    لماذا يستخدمها درويش، وحتى الشعراء الشعبيين، أمثال أحمد فؤاد نجم؟!

    إن من يريد أن يثور على القديم يتوجب عليه أن يثور على ” كلّ ” ما له علاقة بالقديم، وهي ثورة وهمية وغير مجدية، وتكاد تكون مستحيلة، لأن فيها إلغاء للذات والهويات.. الحداثة، هي أن تشخص القديم وتقرأه وتستوعب ما فيه مفيدٌ لخدمة العصر.. لا أن تكرهه..
    وصدقني، لو عرف العقل العربي ما قديمه، لخجل أن يوجه له لائمة.
    نحفظ ما يعلموننا في مدارسنا، ونردده طالما حيينا، دون أن نعطي لأنفسنا أن نقف لحظة عند منتج التوحيدي وابن عربي وابن النديم والجاحظ، وغيرهم.. أن نقرأ ولو سطرًا لهم.. ثقافتنا ثقافة ” توجيهي – بجروت “، وبها نحاكم أنفسنا..
    قليلٌ من التواضع لا يضرّ..

    ثامنًا: أتمنّى أن تحتلنَ نفسك، وتحدّثَ ( من التحديث ) ذاتك فيما يتعلّق برؤى المدارس النقديّة حول جدليّة الشكل والمضمون في الشّعر، ومدى علاقتها بالحداثة، لأن الجدال الذي دار يومًا حول ما يسمى بالقديم والحديث، لم يعد موجودًا اليوم، ويميل الشعراء ونقادهم إلى اعتبار الايحائية والموسيقى الداخلية والخارجية والصورة الشعرية، والكلمة بأثقالها وظلالها، معيارًا للشعر والحداثة.

    الحداثة يا سيدي هي بالأفكار لا بالأشكال.. بالعلاقات بين أجزاء القصيدة، بمنطقها ( المنطق اللغوي )، بالنتائج المتشكلة داخلها، بقدرتها على الخيال، بتجدد صورها، بإتيانها بالمختلف، بمدى قربها من صدقية الشاعر، بمدى صفوها وصفائها.. لا إن كانت عموديّة أو لا..

    أحيانًا عندما أكتب العموديّ أتمكن من إيجاد صورٍ مبتكرةٍ ومشرقة أكثر مما هو ممكن في الشعر الحر أو شعر التفعيلة.. لأنّ الضوابط أحيانًا بتراتبيتها وهندسيتها، تكون مفجّرًا للبحث..

    أما من حيث الأسلوب، فالأسلوب في هذه القصيدة يرواح بين الأساليب الحداثية والأساليب الموروثة، والتي هي لا بد وأن تتواجد في كل قصيدة: الوصف، المخاطبة، النداء، والسؤال، والإخبار، والطباق، والجناس، والإتيان بالأسباب، والبيان.

    هل يمكنك أن تسم لي قصيدةً ناضجةً جيدةً تخلو من تلك الأسايب في القرن الـ 21؟

    لا أعرف ماذا تقصد بأساليب، وأظنك تقصد بها ” البناء “، فكررت كلمتين لمعنًى واحد.

    نعم البناء، موروث، لم نبتكره اليوم.. والشعر الحرّ أو شعر التفعيلة، هو أيضًا موروث من حيث البناء.. ملاحم الإغريق والفرس والصينيين مليئة بمثله.. نصوص لا ضوابط فيها..

    أتمنى فقط أن تبين لي معايير حكمك على القصيدة بأنها ” سيئة “، هل هناك معيير نقدية محددة، أم أنه حكم انطباعي، بوالتالي فالمسألة مسالة أذواق؟

  3. انا بقترح على شلاطيف انو يحترم الشعر بداية المكتوب قبل ما يتزبلخ عليه

    من ريحة ما علقه شلاطيف نشتم الغيرة والحسد وعدم الموضوعية ما يلائم عصرنا الحديث طبعا

    ننتظر نصوص شلاطيف في موقع قديتا عن موضوعات عصرنا ومعالجته الها

    وخصوصا انو حياتو الشعر
    وبحفظ شعر كمان

    الله يخلينا شلاطيفك

  4. ممتع

  5. يا زلمة الشعر القديم بناءً وأسلوبًا وموضاعاتيًا يلائم العصر القديم، لشو هالزبلحة إسا يعني؟ وأنا عم بقرأك، صابتني حالة ملل، يعني مش حاسس حالك عم بتقلد أساليب أكل عليها الدهر وشرب؟ اجترار!
    بلكي نتطلع على عصرنا شوي ونعالج موضوعاتو مش أحسن؟ أخ بس من عقدة الماضي الي عايشين فيها. وعشان متفكرنيش أبصر منين جاي بحب أقلك إني حافظ حوالي ألف بيت من الشعر القديم ومتابع للشعر الجديد، حياتي الشعر. بالعربي تجربتك سيئة للأسف.

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>