قصيدة: مليئة ٌ بالأخطاء.. جديرة ٌ بالفاكهة

|آمال موسى| الليلة سيُهذب البردُ سمعته السيئة لن يدخر ر […]

قصيدة: مليئة ٌ بالأخطاء.. جديرة ٌ بالفاكهة

|آمال موسى|

الشاعرة آمال موسى

الشاعرة آمال موسى


الليلة

سيُهذب البردُ سمعته السيئة

لن يدخر ريحا أو مطرا

كي يتوسل برق الجسد.

الليلة

يدعوني بردٌ مباغت إلى بيتي وغرفتي

وداخلي مختصرُ الكون

وكل الممنوعات المحمومة.

عشاءٌ تحت ضوء الشمعة الوردية المعطرة

روايةُ “إحدى عشر دقيقة” أبرعُ سرديّات الجسد

مداعباتُ الرذاذ ذات الملمس الذكوري لزجاج نافذتي

امرأةٌ خرجت للتوّ من حمام ساخن

معطرا بالياسمين والخُزامى

هيأته بسخاء أنثوي يشبه فجر الأشياء

وصباحات وجوه نامت كما يجب.

الليلة

سأُدخلُ على ابن حزم بهجة

يحتاجها في قبره

وأطلبُ من حمامته حمل البريد المتراكم

حمامةٌ من مجازفة

تُضاهي امرأة تُطلق الضحكات الطويلات

على قبيلتها المتنكرة في سيارات من أربعة خيول.

الليلة

هيأتُ جسدي أجنحة

سأستدين ما يكفي من فضول

وأهمُ بكأس ليلى

كما يفعلُ اليساريون القدامى وحبيباتهم

أشرب الرحيق حتى أصبح مؤهلة للحديث عن الحرية.

الليلة

يُدرك جدي الميتُ منذ عقدين

خطايا حاجبيه المعقودين

وأنه كان يتقن صنع الخوف وتوزيعه

تماما كما تجيد جدتي صنع حلويات اللوز

سأعرف ُ كيف أثير غضبك

وأستدرجك إلى ليلة البوح

وأنت تجرّ أذيال حياة بلا مطر

من الضروري استئذانُ حارس المقبرة

للقيام بنزهة لا موت دونها.

غادر قبرك الضيق

وأطلب الصفح من أجنحة لم تطِرْ

ومن سماء صيرتها سقف القفص

جرابك تتدلى مُقفرة:

لا مغامرة تليق بمخاض امرأة

لا عناق للمعنى في الأزقة

يُعلن زيجة الماء بالنار في حفل بهيج العناصر

لا قبلة متخيلة لشيء يسمى الحب

تُحرر الأطراف من الذاكرة

ومن سلالة يقظة تنام في ترابنا القلق.

لا صداقة عابرة مع المجاز

وتناص حيوات البشر

لا نشوة طويلة الزمن

مؤجلة الندم.

ثقيلة عاهة الخرس

وحزينٌ جسد لم ينعم بفاكهة.

مضى العمر

في الطمس المتعمد

في إحياء الموتى الجالسين على أريكة الحاضر

وقتل الأحياء وهم يُجيبون إكسير الحياة خلسة

فاتحةُ كلامك لا تتغير:

يُحكى أن

عن فلان عن فلان

هباءٌ عمرُك

دون حكاية تُشبهك

ورواية أنت الراوى فيها والهامشي البطل.

هل طرت لحظة إلى أبعد نقطة في خلاء ذاتك؟

وهل تكبدت عناء حوار موحشةٌ مداراته؟

هروبٌ انتحاريٌ إلى حيث العدم

حيث لا شيء

وحيث كل شيء يلبس الفاجعة.

روايتُك الرديئة تراود فحولتك الخام

وتُخيط الخريف للآتي

ووسط تشابك الأنفاس

واختلاء الماء بالماء

والنار بالنار

والتراب بالتراب

والهواء بالهوى

يبلغُ الحوارُ وجه الماء المستحيل

ويُمسك بالفرو الأبيض المبعثر ما بين الزرقة والسماء.

الليلة

صارت الروايةُ الرديئة جديرةً بالقراءة

ومليئةً بما يكفي من الأخطاء.

(عن “أخبار الأدب”)

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>