Cosmétique I/ سيمون نصّار

نوفمبر 28, 2010 نثر | 0 comments

|سيمون نصّار|

ننشر هنا القسم الثاني من قصيدة Cosmétique للشاعر الفلسطيني سيمون نصّار، بعد أن نُشر القسم الأول في قديتا قبل نحو أسبوعين.

- 9 -

سيمون نصّار

البورتريه الفاشل المعلقُ على الجدار

قصةٌ موتٍ سابق

- 10 -

لا ترفعي حاجبك كثيراً

الغرباءُ لن ينتبهوا جيداً لإنحنائه القوسيِّ الخفيف،

ما عاد أحدٌ يكترثُ

للغروب في بلادنا الحقيرة.

وما عدا ذاك العجوز بشعره المجعد والمتموج

بزجاجات نبيذه المعتَّقة

لا أحد في المدينة

سوى

بشرٌ ينزعون الصمت

لمداواته بالحقد

- 11 -

بياضُك

قطعةُ ثلجٍ ذائب

- 12 -

أجمل ما في السماء

أنها نزفتكِ.

- 13-

لا تُجدي الكريماتُ،

البيضاء

الصفراء

البنية

السوداء

الرمادية

الخضراء

نفعاً،

الدرن المتكوِّر في أعلى فخذيك وفي إليتك لا يقتل أحداً.

وحدُه الموتُ

يخلصك.

- 14 -

هل تنظرين في المرآة يومياً؟!

كان وجهك منتفخاً ونهايةُ المنحدر التي يصل إليها حاجبكِ الأيسر مزرقة وقاسية، وكنتِ كما لو أنك خرجت من القبر الذي تصنعين فيه جمالك.

حين بصمتٍ تضعين ثقلكِ على تلك الكرسي الرائعة،

عند المصففة، والطبيب، ومقلمة الأظافر.

هناك، حيث تجلسين بإستسلامٍ مطلقٍ لشهوة الجمال وتغيير الذات.

- 15 -

إمرأةٌ مثلك

بصدرها،

تحتلُّ العالم

- 16 -

جسدكِ

جسدك يا سيدتي

جذعُ سنديانة

ميتة

- 17 -

كيف أحضنكِ..

- 18 -

لستِ ممشوقةَ القوام

مع ذلك

تحملكِ الأرضُ

- 19 -

وجهكِ لا يكبرُ

فخذاك

ناضجان أكثر مما يجب

- 20 -

رَحمُك

واسعٌ كمحيط

- 21 -

تدخلين إلى الغرفة

بسهولة خيط

لماذا إذن،

أراك دوماً مثل منطادٍ

ترك مرغماً

قدماه على الأرض

- 22 -

لماذا،

تتمددين بجانبي

- 23 -

في السرير

أختبيء خلفكِ

مثل جنديٍّ

يحتمي بساتر ترابي

- 24 -

لا تتسعُ الصورةُ لكِ

تبخري قليلاً

- 25 -

على الرصيفِ المسكينِ

كنتِ تسيرين،

خطواتُك ثقيلةٌ وجافة

والمارةُ لا يكترثون

لأنينٍ خافت

تصدرُه الأرض

- 26 -

أنام لتأتين إليّ

أفيق لأذهب نحوكِ

دوماً

الطريقُ تطولُ بإتجاه وجهكِ

ما أصعبكِ أيتها المرأةُ

التي،

تكنسُ أحلامي عن عتبة قلبها وتصمت.

(شاعر فلسطيني مقيم في فرنسا والنص جزء من ديوان قيد النشر)