في المجتمع الذكوريّ/ تمارا ناصر

|تمارا ناصر| رأيتها تنظر بكلّ حزن وأسًى إلى حذائها الجد […]

في المجتمع الذكوريّ/ تمارا ناصر

|تمارا ناصر|

رأيتها تنظر بكلّ حزن وأسًى إلى حذائها الجديد المتسخ. “هل هذا أسوأ ما يمكن أن يحدث؟”- تساءلتْ مضطربة بينما تخيّلت لها أمطار تكسح وتبلل تسريحتها الجديدة. “لايك” واحد ووحيد من عند ربهّا على “فيسبوك” صدرها الممتلئ، والأسوأ من هذا كله أن لا تتلقى دعوة إلى حفلة الساعة- والمدعو كوول.

فأجهضتِ السؤال وتقبّلت بقعة الوحل بامتعاض.

رأيت أخرى تهبّ لنصرة الأقصى. فإذا لم تحوج نفسها الزوجة لتلك الصفعة، ما كان قد صفعها زوجها الدكطور؛ لا بدّ أنها استحقت هذه الإهانة الملطّفة. فهذا ما أمر به الرسول- قالت بإصرار لصديقتها. لم تجد صديقتها مساحة في عقلها لتمضغ ما قالت، فابتلعته بروح الجهاد. وإلى مظاهرة حصرية للنساء فقط قامت الصديقتان؛ الأولى ترتب وتشدّ حجابها إلى رأسها والأخرى تشكر الله على هذه الصديقة الجديدة.

والثالثة تُبعثر أوراقها، تبحث عن أسماء. هذا وهذه، تلك وذاك. هل ستجد القوة والطاقة الكافية لاستئصال وانتزاع أصوات العرب في هذه الجامعة؟ كم مؤخرة عليها أن تلعق اليوم؟ هل هي جديرة بالمنصب أصلا؟ لن تفكر في هذا، لأنها لطالما كانت بنت ابن منصب، ابنة أبيها ليس إلّا. فالمعلمة سميرة قالت لها في الصف الرابع إنّ اسم أبيها مطبوعٌ على جبينها، فما ستجلبه عليه من عار أم فخر سيُنسَب له.

اليوم، وبعدما لعقت ما لعقت، سترفع كأسها عاليًا، لأنها أصبحت مندوبة الأقليات، بنت ابن أبو ابن طزّ طزّين ثلاثة.


المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

7 تعقيبات

  1. اسلوب شيق عميق ساخر وفكاهي
    ومنحب…

  2. لا ادري كم من الكينونات الداخلية التي حركتميها في داخلي من هذه السخرية الجميلة …… رائعة

  3. جميلةُ.. بقدر قباحته!

  4. اكتر من رائعة!

  5. كم ينقصنا مثل هذا الادب

  6. تمارا مختلفة حتى التميّز

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>